بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 تموز 2023 12:00ص لمصلحة مَنْ الانهيار؟!

حجم الخط
مرّت  أيام العيد المُباركة وكأنّها حلم... لكن ما يلوح في الأفق وللأسف تعسير بتعسير.. حتى أنّ أيام العيد لم تمسح عنّا عذابات الأيام ممّا ينتظرنا على أيدي المتحازبين من خراب وتهويل..
صندوق النقد الدولي يقول إنّنا دخلنا النفق المظلم.. ونحن لا ننتظر رجاءً في تغيير الأحوال إلا من رب كريم.. حتى يجتمع المتحازبون والميليشيات على موقف موحّد يُخرِج الوطن من الطامّة الكبرى التي تنتظره وتقضي عليه وعلى وحدته.. التي يراها العقلاء بأنّها الحريق الكبير.. حماك الله يا لبنان من شر الخارج والداخل المُحيق بكينونتك الأكيدة؟!
منذ أواخر شهر أيار وحتى تقريباً العشرين من شهر حزيران الماضي.. كانت تطالعنا دعاية لبنان الموحّد.. وهذا يعني التقسيم أو قيام الفيدراليات بحسب قياسات الميليشيات السياسية.. والموحّد هنا تعني أنْ يبقى الوطن واحداً.. لكل منطقة دولتها التي تستبد بالناس.. مع الاحتفاظ بالمؤسّسات الرسمية موحّدة.. وكيف هي موحّدة وهي متقاسمة مع الميليشيات بالوزراء والموظفين وجيش المحاسيب الذين لا يزاولون عملاً رغم أنّهم يتلقّون الرواتب دون أنْ يحضروا إلى أعمالهم.. ولا يعرفون بعضهم البعض.. إنها تنفيعات الحكّام الحرامية لمحاسيبهم على حساب الشعب بأكمله الذي يدفع رواتبهم من ضريبة الحياة؟!
أتأمل الصغائر والكبائر مما يجري وحتى التعارك الحربي بين منطقة وأخرى الذي اشتغل يوم السبت الماضي في التقاسم حتى على مياه القرنة السوداء أعلى قمم لبنان في جبل المكمل.. هل أصبحت ممتلكات لبنان ملكاً للمتنفّذين؟! وكأنّ لا عقل ولا حكمة باتت تضبط  الأمور إلا استعراض القوى على بعضها البعض.. تُرى لمصلحة مَنْ هذا الانهيار؟! أهو للمصالح الداخلية أو الخارجية التي يدفع ثمنها المواطن على مساحة الوطن.. فعلاً قلوب العقلاء ترتجف أمام جوع الشعب وقلّة حيلته لتدبير الغذاء والماء والطبابة.. كل شيء أصبح فالتاً على الغارب.. وكأن الأمل بالتحسّن والرجاء بتغيير الأحوال بات حلماً للحالمين.. أما الرجاء فما عاد له طعم ونحن في المرحلة السوداء؟!
فعلاً دائماً ما أقلّب دفاتر أفكاري.. أحياناً أصرخ من شدّة الألم على المستقبل الأسود للأجيال التي تتسرّب إلى المهاجر بحثاً عن الرزق لنجدة عوائلها ولو بالفتات النذير لتدبّر الأحوال.. لبنان وطني أبكيك وأخشى عليك بعد أن رحلنا إلى الحضيض..
أخبار ذات صلة