بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 تموز 2023 12:00ص من أين الفرح؟!

حجم الخط
من أصعب الأمراض النفسية التي يعانيها الإنسان اللبناني هو «الأرق».. الذي يُطيّر النوم من العيون خشية أنْ يحمل الصباح المحظورات التي تهد الأجساد المهدودة أصلاً.. لا شيء يُعالج أرق اللبناني.. لا في أوضاعه المعيشية وتدبّر قوت يومه ولا خوفه من ألاعيب الميليشيات الحاكمة والمتحكّمة برقاب الناس ومصير الوطن.. اصطفافات عمياء للمصالح والتحكّم بالمشهد العام سياسياً وأمنياً وتناتشاً للسيطرة على مقاليد البلاد.. وبالطبع المصارف بإداراتها تحاكي الميليشيات في وظيفتها التجويعية للمودعين.. تماماً هي مجموعة لصوص كما الحرامية السياسيين؟!
أتأمّل المشهد برمّته في هذه الصائفة.. سيّاح أجانب وعرب ومغتربون جاؤوا إلى لبنان لينعموا بما خلق الله من مناظر خلّابة وأماكن سياحية توفّر لهم الدهشة من ناحية والتمتّع بنِعَم الحياة من ناحية أخرى.. وما يحرق القلب أنّ هؤلاء القادمين نسوا منطقة الروشة وشارع الحمراء العتيق.. كان الوافدون من أولوياتهم التجوّل في شارع الحمراء وارتشاف القهوة في مقاهيه والأكل في مطاعمه الفاخرة.. لكن ويا أسفي على شارع الحمراء بات ممرّاً ولم يعد مُستقرّاً للتمتّع بما يقدّمه من لوحات سريالية طبيعية يصنعها البشر بوجودهم؟!
كل شيء تغيّر في لبنان.. لأنّ لبنان ما عاد في اهتمامات المجتمع الدولي.. كان واحة هادئة وأصبح اليوم عاهة قائمة صنعتها الأحزاب البغيضة وسلطة الحرامية على شعب مسّه الجوع اليومي للحياة الكريمة ولملء البطون.. وغياب الحكمة.. تماماً كما طرقات العاصمة التي تغص بالجور والخراب في ظل المجلس البلدي لمدينة بيروت.. ويا أسفي على مدرسة الشرق.. ويا أسفي على مستشفى الشرق والناس تموت على أبواب المستشفيات والدواء يرقص بأسعاره للمريض ويغني له: «تعا ولا تجي.. أنا غالي بشفي وأنت معدم ما فيك تشتريني.. أنا غالي.. موت ترتاح»؟!
ورغم كل هذه المشهدية السيريالية.. الحدود مع فلسطين المحتلة بخطر جاء هوكشتاين أو لم يجيء.. إسرائيل تقوم بما تريد وربما تتمنّى أنْ تبتكر في كل دولة عربية مذبحة كمذبحة مخيّم جنين.. الدنيا فلتانة على الغارب.. والمجتمع الدولي هيّأ لهذا الفلتان لنشر الحروب للقضاء على الإنسان بعد أن فشل بنشر وباء «كورونا» وما حصد من أرواح.. وما فعلت لقاحاته بأجساد البشر من أوهان في الاجساد؟!
كُنتُ أتمنى أنْ تكون حكايتي فَرِحَة.. لكن من أين الفرح إذا كان الكَدَر صناعة ميليشياوية بالاشتراك مع الحرامية؟!
أخبار ذات صلة