وقف الشابان على شرفة مكتبهما يراقبان احدى السيارات الفارهة في الشارع، انها تساوي اكثر من مليون دولار يقول الاول لزميله فكيف يتركها عند مفترق طرق.
يرد الزميل اليائس من تحسين وضعه المادي: هل يهم من يمتلك سيارة بهذا السعر ان يضطر الى تصلحيها اذا صدمها احدهم او اذا حرر ضبط بحقها ؟
يعود الاول ليستغرب :كيف يرمون مليون دولار في الشارع هكذا؟ ان لبنان بلد العجائب بينما يموت الكثيرون من البرد لأنهم لا يملكون كلفة التدفئة او آخرون يتضورون جوعاً لأنهم لا يملكون ثمن رغيف يتباهى هؤلاء بسياراتهم الفارهة .
اما الزميل فينصح صديقه بعدم التدقيق بالامر لا سيما ان لبنان طيلة مسيرته كان على هذا الحال وإن كانت الازمة الاقتصادية فاقمت من حجم المعاناة وزادت من نسب الفقر، الا ان هذه المظاهر لا تنتهي ابداً.
ينظر اليه الاول بضحكة مستهزئة:هلا تعلم لماذا يتباهى هؤلاء بسياراتهم؟ لانهم يعلمون تماما انهم سرقوا مدخراتنا فصاحب هذه السيارة اما ابن مصرفي كبير او سياسي او رجل اعمال، وجميع هؤلاء مسؤولون عن نهب 110 مليار دولار وضعوها في حساباتهم في الخارج او بيضوها في شراء سيارات كهذه.
وهل تعرف ان المسؤول الاول عن استمرارهم بهذا التباهي هم نحن والقضاء ، فنحن لم نحاسب من نهب الدولة، ولم نحاسب المصارف التي حجزت اموالنا، ولم نحاسب التاجر الذي يسرقنا كل يوم ، فكيف لا يستمرون بهذا النمط من الحياة فالمسؤولية اولاً واخيراً تقع علينا نحن تحديداً .