بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 نيسان 2024 12:22ص النقيب الشيخ ميشال خطار سيبقى حاضراً بفكره وأعماله وسيرته

حجم الخط
غادرنا أول من أمس من دار الفناء الى دار البقاء نقيب المحامين الأسبق الشيخ ميشال خطار، الذي آمن من أن القوة الحقيقية ليست بالشدّة والغلظة بل بالطيبة واللين والسماحة ورحابة الصدر فكانت حياته وفي قيادته لنقابة المحامين في بيروت وفي المجلس الذي كنت أحد أعضائه تتّسم بهذه القِيَم، وهو المؤمن بأن الحياة عابرة والبشر عابرون ولن يبقى حقاً إلّا الأثر الطيب.
عاش الراحل الكبير حياته بروح بنّاءة لا تعرف الانهزام أو الخسارة، وبروح انتقادية منفتحة وجامعة، وتمتّع بأوصاف أخلاقية وقانونية عالية كوّنت شخصيته الفذّة، فلم يُصَب خلال حياته بالوهن، ولا أخذته العزة بالغرور حتى آخر ساعة، تلك هي فرادة أصحاب القِيَم والرسالات من جيل الى جيل.
لقد عرف عن الراحل العزيز حيويته وإلتزامه بمهنته وحُسن إدارته في كل المواقع التي كان لها شرف أن يتولى قيادتها، فأجتمع في شخصيته وسلوكه طيلة حياته عناصر الخير التي حدّدها الأمام الشافعي وهي كما تعلمون متوفّرة بكاملها في هذه الشخصية الفذّة وهي: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله.
ولا بد من الإشارة بكل قوة بأن الراحل آمن بأن بناء الوطن يبدأ من العائلة والتربية الوطنية والأسرية، وبمخافة الله وبالعدل والحقيقة، وبأن تربية الأجيال تُبنى على قول الحق واحترام القوانين وعلى حب الأرض والاعتزاز بتاريخنا، والثقة بلبنان وتحصينه من الفاسدين والمنافقين. وهذا ما أكّده في كل مواقفه في اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب حيث كنت أمثّل نقابة المحامين في بيروت بصفتي الأمين العام المساعد للاتحاد آنذاك. 
لقد كان المغفور له مدرسة للمحامين أولاً وللشعب ثانياً مدرسة لتعزيز سيادة حكم القانون وحمايته، وكان رحمه الله عاملاً لحق الشعب في الديمقراطية ومكافحة الفساد والعمل لسيادة الحرية وحقوق الإنسان وخاصة الحق بالدعوى العادلة، وحماية الطرف الأضعف والدفاع عن استقلال القضاء مع التمسك بقرينة البراءة.
إن العلاقة العائلية التي نشأت بيننا حتى اليوم الأخير سادت فيها المحبة المتبادلة، فلن ننسى صوتك في تهنئتنا بحلول شهر رمضان.
ستبقى بيننا أيها الراحل الحبيب بفكرك وأعمالك وسيرتك الطاهرة، ولن ينساك الوطن والمحامون في المقدمة مع شعب كل لبنان، وسيحافظون على رسالة المحاماة وآداب المهنة وتراثها الى أبد الآبدين.
تغمّدك الله بواسع رحمته.

* أمين سر نقابة المحامين في بيروت الأسبق
- أمين سر لجنة صندوق التقاعد الأسبق
- الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب