في «دار الندوة» التي احتضنت آخر لقاءات الكاتب والمناضل اللامع الراحل الدكتور صبحي غندور في بيروت خلال زيارته الأخيرة قبل 13 عاماً، نظّم المركز الوطني للدراسات حفلاً تأبينياً للراحل الكبير الذي ملأ نضاله ساحات الوطن، كما ملأ نشاطه ساحات المهاجر الأميركية، فكان صوتاً مدوياً لوحدة لبنان والعروبة الحضارية.
رحّب الأخ ديب حجازي باسم رئيس مجلس إدارة «دار الندوة» أ. بشارة مرهج، تحدث كل من الأساتذة; عميد الصحافة اللبنانية صلاح سلام، ونقيب المحررين جوزف قصيفي، المطران المقاوم عطا الله حنا في تسجيل صوتي من القدس، الشاعر طارق آل ناصر الدين، والإعلامي المميّز محمد شري بإسم الأستاذ إبراهيم فرحات رئيس مجلس إدارة تلفزيون «المنار»، والباحث القدير د. محمد نور الدين، الوزير السابق رئيس الجامعة اللبنانية السابق د. عدنان السيد حسين، والمناضل محمد قليلات بإسم العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في المرابطون، النائب حسن مراد رئيس حزب الاتحاد عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، السيدة غادة حجازي ابنة اخت الراحل باسم العائلة، والأستاذ عدنان برجي رئيس المركز الوطني للدراسات عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني، فيما أدار اللقاء المناضل الناصري عضو المؤتمر الشعبي اللبناني فواز الحسامي.
كان اللقاء بحضوره المميّز من أبناء جيل صبحي غندور النضالي والعروبي والناصري، دافئاً بوفائه وبتنوع المتحدثين فيه، وبالإضاءات المهمة التي أشارت إليها الكلمات بعض المتحدثين من رفاق درب له منذ سبعينيات القرن الماضي..
يبقى التكريم الحقيقي لصبحي غندور هو أن رحيله جاء في زمن بدا فيه أن نضال صبحي وعصارة أفكاره العروبية التي أطلقها مبكراً وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، لم تذهب سدى، فقضية فلسطين التي ربط حياته بالالتزام بقضيتها، تنتصر رغم الأوجاع والآلام والمجازر، وها هو المهجر الأميركي الذي طالما سعى صبحي إلى اختراق جدار الهيمنة الصهيونية على سياسة حكامه ووسائله الإعلامية، ينتصر لفلسطين في مسيرات مليونية في واشنطن و44 مدينة أميركية، وها هي الأمّة العربية تنتفض رغم تخاذل الحكام لتؤكّد وحدتها والتزامها في فلسطين.
عزاؤنا في صبحي أنه رحل وهو يغمض عينيه على عملية «طوفان الأقصى» التي ستدخل تاريخ أمّتنا والعالم كدليل على اجتماع الكفاءة والبسالة والإيمان المقرون بروح جهادية عالية في كوكبة من خيرة المقاومين في سبيل الله والحق والعدالة.