أكد خطباء الجمعة أن «زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى الجمهورية العربية السورية، تحمل أبعادا ودلالات لتمتين أواصر العلاقة مع الدولة الجارة ضمن الأطر الرسمية الصحيحة»، مشيرين إلى «ان بعض الوزارات والمؤسسات تمارس الكيدية والمزاجية، فتعيق مصالح الناس»، مطالبين «بان يتفق الجميع على موقف موحد يكون بمثابة الرد الحاسم على الورقة الأميركية، ويشكل جزءا لا يتجزأ من التزام الجميع بسيادة البلد ووحدته».
الخطيب
وفي هذا الإطار، اكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، ان «موضوع السلاح يحل بالحوار الداخلي»، وقال: «في بلدنا لبنان، العجب كل العجب ان يكون الشغل الشاغل لبعض القوى التي تدّعي السيادية، المزايدة على العدو بالضغط لتحقيق ما لم يطلبه العدو نفسه بتسريع الخطى بنزع سلاح المقاومة والترويج للشائعات لبث الخوف في الداخل اللبناني، فأي سيادية يدعون وعن اي سيادة يدافعون؟ عن السيادية اللبنانية ام الصهيونية؟»
ولفت الخطيب الى «ان موضوع السلاح أمر يحل بالحوار الداخلي على اساس المصلحة الوطنية، وليس بالتحريض على الفتنة الداخلية، فما عجز العدو بالحرب عن تحقيقه كما كان البعض يستدعيه لذلك ويحلم به لعجزه هو عن القيام به، فهو اليوم اعجز». وقال :«ان المطلوب اليوم من هؤلاء التعقل لا الانجرار الى التهور، وبالتعقل والتعقل فقط يمكن ان نجد الحلول الوطنية لكل مشكلة بما فيها ما يدعون لما فيه حل لمعضلة التهديد والخطر الصهيوني انه مشكلة، اذا كان من محل للتعقل عند هؤلاء حفاظا على المصلحة الوطنية وحفاظا على ما بقي من لبنان».
حجازي
وتحدث مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي عن زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى الجمهورية العربية السورية»، مشيرا إلى أنها «تحمل أبعادا ودلالات لتمتين أواصر العلاقة مع الدولة الجارة ضمن الأطر الرسمية الصحيحة لأن السنة في لبنان أهل دولة وبُناتُها» .
وتوقف المفتي حجازي خلال «اللقاء العلمي العلمائي» الأسبوعي الذي عقد في دار الفتوى - راشيا، عند كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورفعه الصوت عاليا «ضد تهميش أهل السنة وإقصائهم من مواقعهم وحقوقهم في وظائف الدولة، بل واستهدافهم، معتبرا سماحته أن لبنان لا يمكن بناؤه بثقافة الإلغاء والإقصاء ولا التهميش»، مشددا على «مرجعية دار الفتوى ودورها في السلم الأهلي والمجتمعي ونشر رسالة السماحة والاعتدال والعيش المشترك».
ودعا الى «النظر في القضايا الوطنية»، لافتا الى ان «راشيا، من خلال المرجعية فيها، تؤكد هذه القيمة المضافة والرسالة التي يلزم إدراكها من الجميع دون استثناء لأن باب راشيا هي دار الفتوى في هذا القضاء الخصيب».
الرفاعي
ونبه مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي إلى أن «بعض الوزارات والمؤسسات تمارس الكيدية والمزاجية، فتعيق مصالح الناس، وتحوّل العمل الوطني إلى ساحة تصفية حسابات. هذه الممارسات لا تخدم أحدًا، وتضر الوطن، وتفتح الأبواب للفوضى واليأس».
وأكد أن «المرحلة اليوم تفرض علينا التكاتف والتعاون، والارتقاء فوق الخلافات الصغيرة، ومدّ الأيدي لما يخدم الناس ويحمي ما تبقّى من كرامة هذا الوطن الجريح.
وقال : «ان الوطن لا يُبنى بالكيدية ولا يُدار بالمصالح الضيّقة، بل بالنية الصادقة والعمل المشترك. قوتُنا في وحدتنا، وأملُنا أن نكون صفًا واحدًا في وجه الباطل والعدوان».
وختم بالقول: «نسأل الله أن يُعين أهلنا في غزة، وأن يربط على قلوبهم، ويُنزِل عليهم نصره وعونه. ونسأله سبحانه أن يُصلح حال هذا الوطن، ويهدي مسؤوليه، ويجمع كلمتنا على ما يُرضيه، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر».
قبلان
وأكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أن المنطقة تعيش «أزمة كبيرة للغاية، وان واقع الحرب الإيرانية - الأميركية والإسرائيلية كشف إسرائيل عن وضعية المهاجم المكشوف والكيان الضعيف أمام الصواريخ الإيرانية الثقيلة، والمواجهة لم تنتهِ بل تبدّلت أدواتُها، وواقع الحرب أكّد أن الردع الإيراني قوي، وأن مشروع ابتلاع الشرق الأوسط اصطدم بالقوة الإيرانية، فيما واشنطن تريد متابعةَ خرائطها على طريقتها، وحتماً لبنان جزء من لعبة واشنطن في المنطقة، وبالنسبة إلينا لا شيء أهم من الوحدة الوطنية، ومنع الفتنة الداخلية، والأبواق السياسية المتصهينة هي الكارثة التي تطال صميم قوة لبنان، ولا يمكن التخلّي عن قوة لبنان الوطنية، وعلى الدولة اللبنانية فهي معنيّة بالشجاعة وقليل من الجرأة لا الاستسلام، ولبنان عائلة تاريخية وطنية مصيرية، والإسلام والمسيحية قيمة وطنية وبناء تأسيسي وروح كبيرة لهذا البلد العزيز، والمنطقة على موعد مع أزمات ناريّة، والحلّ بحماية لبنان وحفظ وحدته الداخلية، ولا شيء أهم من العائلة الوطنية والقيمة السيادية للبنان».
شريفة
ورأى إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، أن «العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة الإجرام، وما قام به الطيران الحربي الإسرائيلي بالأمس في الجنوب، ليس إلا رسالة ضغط على لبنان في سياق المفاوضات الجارية مع المبعوث الأميركي».وقال: «ان تريث لبنان ليس عبثيًا، بل لأن التجربة الأميركية في الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار أظهرت فشلها، إذ إن العدو الإسرائيلي يخرق الاتفاق أكثر من مرة في اليوم الواحد، دون رادع».وأشار إلى أن «الانفتاح على الدول العربية أمر مطلوب وضروري، ولكن دون أن يعني ذلك قطع العلاقة أو العداء مع إيران، لأن الامتداد الديني والعقائدي هو جزء من التنوع الثقافي اللبناني، ويجب أن يُحتضن لا أن يُلغى».
البابا
وتحدث رئيس مركز الفاروق الإسلامي الشيخ أحمد البابا: «عن مناسبة عاشوراء في المنظور الاسلامي الجامع فهي مناسبة تحمل (الامل والالم) فقد أنجى الله فيها انبياءه الكرام وأهلك فيها الطغاة وفيها درس عظيم في مقاومة الباطل وعبرة خالدة في التضحية في سبيل الحق، وما حصل مع سيد شباب أهل الجنة صفوة المجاهدين وقدوة الاحرار المؤمنين درس أليم وعبرة عظيمة في محاربة الطغاة وبذل التضحيات الغابلية في اظهار الحق ونصرة الدين. وقال لا يظننَّ أحد أبداً أن مقتل الامام الحسين يعني فئة من المسلمين بل هو يعني كل المسلمين فجهاد الباطل واجب في الدين وهو باقٍ إلى يوم الدين.
ثم تحدث عن ضرورة توحيد كلمة المسلمين ولمِّ الشمل ورص الصفوف ونبذ الخلافات، فالواجب يقتضي من جميع المسلمين وخاصة المسؤولين السعي الدؤوب لتوحيد الامة وخاصة في مثل هذه الظروف، فالمسلمون كالجسد الواحد إذا تداعى منه عضو بالحمى سهرت لأجله كل الاعضاء. والمطلوب اليوم نبذ النزاعات الآنية وائتلاف القلوب وبذل المستطاع لترسيخ التآخي الوطني أولاً والاسلامي ثانياً، فالوطن للجميع والدين يأمر بترسيخ الروابط الوطنية بين أبناء الوطن الواحد ونزع الاحقاد من القلوب، فالاوطان لا تُبنى بالاحقاد بل تبنيها سواعد أبناء الوطن بعزة وكرامة.
فضل الله
وجدد العلامة السيد علي فضل الله، التأكيد على «أن أفضل السبل لمواجهة اعتداءات العدو والضغوط التي تمارس عليه هو وحدة الموقف اللبناني الداخلي، وأن يشعر أن من يواجهه ويقف ضد أطماعه ليس فئة معينة من الشعب اللبناني، بل اللبنانيين جميعا».
أضاف:«ولذلك، فإننا نتطلع إلى وحدة اللبنانيين وابتعادهم عن الخطاب المتشنج والانفعالي، وهو ما يستفيد منه العدو ويشكل خطرا على الوطن»، آملاً «أن يتفق الجميع على موقف موحد يكون بمثابة الرد الحاسم على الورقة الأميركية، ويشكل جزءا لا يتجزأ من التزام الجميع بسيادة البلد ووحدته وعدم الخضوع لاملاءات الآخرين، تحت شعار أن لا حول لنا ولا قوة لنا في مواجهة الخارج».