بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تموز 2024 12:00ص المياه في بيروت...نحو التحسُّن درّ؟

جبران لـ«اللواء»: إنقطاع الكهرباء السبب الرئيسي لعدم استدامة المياه في بيروت

حجم الخط
عبدالرحمن قنديل

«المياه متوافرة ولكن المشكلة في إنقطاع الكهرباء»،عبارة لطالما سمعوها طيلة السنوات الماضية سكان بيروت وأهلها، ربما كتبرير وحيد لأزمتين عانوا منها ولا يزالون من دون الوصول إلى حلول تنهيها،وكانت تشتد هذه الأزمات خصوصاً في فصل الصيف تزامناً مع «شح الينابيع» وتعود لتخف بعد إنتهائه بالرغم من أن الحال ليس في بيروت وحدها إنما في باقي المناطق،ولكن كالعادة بيروت لها الحصة الأكبر حتى في إنقطاع الكهرباء أو ندرة المياه والمواطنين يصرخون ولا أحد يجيب،ولكن هذه السنة خصوصاً في فصل الصيف هل تحسنت المياه في بيروت أم أن الأمور لا زالت على حالها؟

المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران يكشف أن العنوان الكبير بالنسبة للمياه في بيروت هذه السنة أن المياه هذه السنة أفضل بكثير من العام الماضي، وهذا رأي الناس أيضاً ولكن طبعاً ليست أفضل بنسبة 100% ولكن تتراوح نسبة تحسنها بين الـ60 و الـ70% على الرغم من أن هناك 30% من المشاكل والعقبات التي لا زالت قائمة نتيجة الإنقطاع المستمر والمتكرر للكهرباء خصوصاً في الأسبوعين الأخيرين.
ويوضح جبران لـ«اللواء» قائلاً:«أن الإنقطاع المتكرر للكهرباء في الأسبوعين الأخيرين هو ناتج عن عدم وجود الفيول، مما سبب في «خربطة» في نظام العمل لدينا وهذا أمر طبيعي لأنه عندما تنقطع الكهرباء بشكل متكرر يسبب خللا بنظام العمل المتبع لدينا بسبب اضطرارنا على السير وفقاً لتقنين يومي وهذا ما يفسره سبب إعطائنا للمياه يوم أو يومين وأيام أخرى لا نستطيع أن نعطي، وهذا ما يجعل الناس تصرخ وهذا ما فسره إنقطاع الكهرباء في بيروت.»
ويلفت إلى أنه عندما انقطعت الكهرباء في بيروت بشكل متكرر ولَّد للمؤسسة مشكلة كبيرة باعتبار أن بيروت تشرب من محطة «ضبية»، ومحطة «ضبية» تعمل فقط على الكهرباء، ولا يوجد هناك طاقة شمسية أو مولّدات تضمن خلالها إستمرارية المحطة في عملها، لهذا السبب برز الخلل الذي وقع في منطقة الأشرفية وضواحيها، ومنطقتي «برج أبي حيدر» و«تلة الخيّاط» مما برزت الصرخة من قبل سكان هذه المناطق بشكل قوي بسبب الخلل الذي أصاب نظام العمل المتبع من قبل المؤسسة.
ويؤكد أنه ومن خلال عودة الكهرباء، الأمور بدأت تتحسن تدريجيّاً وتقريباً عادت إلى مكانها، وفيما يتعلق بالعاصمة فهناك آبار المشرف أيضاً التي تعطي المياه من خلال الكهرباء على الرغم من أنه عندما يحصل هناك إنقطاع للكهرباء «المولّدات» موجودة  لدينا ولكنها لا تكفي لتضمن القوة اللازمة للمياه، ومن الممكن القول أن موضوع إنقطاع الكهرباء هو السبب الأساسي والرئيسي لعدم إستمرارية وإستدامة المياه في بيروت وضواحيها، أما في باقي المناطق هناك مشاكل كثيرة ولكن هذه السنة ساهمت في تخفيف وتيرتها لذلك قامت المؤسسة برفع تعرفة المياه وعندما اتخذت هذا القرار المؤسسة أشارت إلى أن قرار رفع تعرفة المياه اتخذ لكي تستطيع المؤسسة أن يكون لديها «حق مازوت»، ولو لم تقم المؤسسة بالخطوة لما استطاعت تأمين حق مازوت لديها، وهذا ما يساعد على إستدامة المياه من دون أن ننسى أنه خلال موسم الصيف ينابيع المياه «تشح» إلى حين مجيء موسم الشتاء ونعود إلى تعبئة الينابيع وتعود الأمور إلى نصابها، وفي موسم الشتاء هذه السنة لم يكن هناك «ثلجٌ» كافٍ مما أدى إلى هبوط الينابيع بشكل سريع خصوصاُ في منطقة كسروان الذي تسبب في شح في المياه كذلك الأمر في المتن والجبل.
ويردف قائلاً:«أنه بالرغم من هذا كله بقيت المياه أفضل هذه السنة من السنة الماضية باعتبار أن كمية التوزيع هي كمية متساوية، بسبب وجود المازوت، ولكن المشكلة التي نعاني منها هي أنه بسبب موجة الحر المستمرة في فصل الصيف،المولدات التي نشغلها بشكل مكثف عند انقطاع الكهرباء أدت إلى إحتراقها بسبب تشغيلها أكثر من اللازم بالرغم من وجود المازوت لكي يتم الحفاظ على كميات المياه للمواطنين،إضافة إلى ذلك أوقف اليونيسيف مساعدته لنا في تجهيز وإصلاح المحطات و«الطرومبات» وهذا ما زاد علينا الصعوبات لأن كل هذه التكاليف على «الدولار»، ولا زلنا نحاول تأمين التمويل للإصلاح، ولكن الأمور لا زالت تأخذ وقتاً، ولكن بدءًا من الشهر الماضي عاد اليونيسيف ليساعدنا في إصلاح المشكلات الأساسية لدينا بعيداً عن الإصلاحات الخفيفة فضلاً عن المساعدات التي تقدمها لنا الجمعيات الأخرى .
ويختم جبران قائلاً:«إننا كمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان لا نتأثر في حال وقوع حرب شاملة على لبنان،لأننا على جهوزية تامة أن نعطي في حال كان هناك كهرباء ولم يكن هناك أي ضربة مباشرة على أي محطة من محطات المياه فنحن موجودون دائماً في أصعب الظروف كما كنا دائماً ولم نتوقف وموظفونا استمروا في تأمين المياه للناس،واليوم هناك دعم قادم إلينا من قبل الـNGOs فيما يتعلق بالمازوت في حال حدوث أي طارئ يكون هناك كميات من المازوت متوفرة لدينا لتلبية الناس ضمن الحد الأدنى لدينا،أما فيما يتعلق بمشاريع السدود فالسد الذي لا يزال يعمل هو سد «شبروح» و«القيسماني» في الوقت الحالي فضلاً عن بركة «القليّع» في المتن أما السدود التي يتم العمل عليها لم تنتهِ، ولكن عندما ينتهي سد «بقعاتا» فهذا سيشكل راحة للمتن وجوارها، وحينما ينتهي سد «جنة» من العمل فثلاثة أرباعه سيكون لمياه بيروت أي حوالي 30 مليون ليتر مكعب ستستفيد منه بيروت.»