ميريام بلعة
الأنشطة الـ «هيدروكربونية» متوقفة حالياً في جنوب لبنان... العوامل متشعّبة ومتداخلة، أما المعلومات ضبابيّة، والمبادرات عقيمة.
من انشغال الحكومة ومجلس النواب بملفات لم تُبصر النور حتى الآن على وقع المناكفات السياسية و»قِطَبها المَخفيّة»، مروراً بانعدام القدرات المالية والاستثمارية... وصولاً إلى حرب غزّة وملحقاتها في جنوب لبنان، كلّها وقائع تزيد من ملف التنقيب عن النفط في لبنان شللاً وإهمالاً!
فأيَها من تلك، الأشد تأثيراً على استمرارية النشاط البترولي في لبنان؟
«الأمر غير مرتبط مباشرة بحرب غزّة، إنما بطبيعة النشاط النفطي»، بحسب الخبيرة في مجال النفط والغاز في منطقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان، وتقول لـ«المركزية»: لقد تم التأكيد بدايةً أنه عند انتهاء استكشاف البئر في البلوك 9 سيتم إقفاله وتغادر باخرة الحفر لبنان لتبدأ عملها في بلدٍ آخر، لأن عملها يقتصر على الاستكشاف فقط وليس الإنتاج والتطوير.
وتتابع في السياق: انتهت عملية الاستكشاف وصدر عن وزارة الطاقة والمياه بيان رسمي يعلن عدم اكتشاف نفط قابل للتطوير، إنما هناك نتائج إيجابية في العيّنات التي اتُخذت لاستكشافات مُقبلة. لكننا لم نسمع حتى الآن من إدارة شركة «توتال» وشركائها عما سيقومون به بالنسبة إلى «بلوك 9»! هل سيقومون باستثمارات إضافية في عملية التنقيب وغيرها...؟
وإذ تشير إلى «ترقّب ما ستقرّره الحكومة اللبنانية في ما خصّ الـ«بلوكَين 8 و10» اللذين تقدّم منهما عرضان من الشركات ذاتها العاملة في «حقل قانا»، تُسأَل هايتايان «ماذا عن مستقبل البلوك 9؟» فتُجيب: أعتقد أن واحدة من زيارات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المفاجئة إلى لبنان، تصبّ في خانة الطمأنة إلى أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب لبنان في مجال الأنشطة البترولية وسيستمر العمل في ملف ترسيم الحدود ودعم أي أعمال إضافية في هذا الشأن.
وتكشف في السياق، عن «معلومات متداولة حول لقاءات جمعت مسؤولين لبنانيين مع الجانب القطري الذي يشكّل جزءاً من كونسورتيوم الشركات المكلَّفة الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في لبنان. وتمحورت تلك اللقاءات حول مدى إمكانية قطر في تقديم الدعم للبنان في هذا الملف، لا سيما الدعم المالي... فالجميع يعلم أن شركة «قطر للطاقة» دخلت في كونسيورتيوم شركات النفط لتأمين غطاء سياسي وغطاء مالي أيضاً. إذ أن أي استثمارات إضافية بحاجة إلى كونسورتيوم، لا تستطيع شركات «توتال» و«إيني» جذب الأموال اللازمة في ظل الوضع الاقتصادي والمالي المأزوم في لبنان. لكن بالنسبة إلى شركة «قطر للطاقة» التي جاءت بغطاء سياسي من دولة قطر، يَسهَل عليها ضخّ الأموال وجذب الاستثمارات إلى عالم النفط والغاز. إذ تعتبر دولة قطر أن من خلال دعمها للجيش اللبناني وقطاع النفط في لبنان تكون بذلك تدعم الاستقرار على أراضيه».
...»لا شيء ملموس اليوم يشير إلى ما سيحصل في الـ«بلوك 9» تختم هايتايان، «لكن يمكن القول إن الملف متوقف حالياً عند ترقب قرار شركات الائتلاف العالمية حيال الـ«بلوك 9» من جهة، وعما ستقرّره الحكومة اللبنانية في شأن الـ«بلوكَين 8 و10».