بيروت - لبنان

اخر الأخبار

تكنولوجيا

29 نيسان 2025 12:00ص هاتفك الخليوي قريباً في حاويات القمامة!

حجم الخط
1- أطلق مارك زوكربيرغ مؤسس شركة «ميتا» فكرة حصدت الإنتباه العالمي إذ أعلن عن غياب الهواتف المحمولة من بين أيدي البشر ولو أنه أمر يتجاوز المعقول باعتبارها من الوسائل التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية.
٢- توقّع بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت حامل هوية أحد رواد التكنولوجيا في العالم أن عصر الذكاء الاصطناعي سيؤدي خلال عقد إلى ضمور دور البشر في عوالم ومجالات جوهرية وفيها الطب والتعليم وسينتهي حضورهم كليا ويغيب حتى تدخّلهم في معظم الأمور المعاصرة التي تؤلف شبكات الإتصال العالمية.
وبشّرنا زوكربيرغ مبشّرا بقوله: «إن النظارات الذكية ستصبح خلال أقل من عقد الوسيلة الأساسية للتواصل البشري في العالم الرقمي»، وهو ما يعني أن الهواتف الذكية قد تودّع عالمنا وستهجر سباباتنا بشكل ثابت بل تدريجي.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو خيالياً للوهلة الأولى، إلّا أن الشركات الكبرى مثل «ميتا» و«أبل» الى الشركات العملاقة في عوالم التكنولوجيا المعاصرة تتابع وتستثمر وتنتظر ثمار تلك الجهود الضخمة عبر ضخ مليارات الدولارات بهدف قفز لا تطوير الواقع بل العصر المعزز بالذكاء الاصطناعي بهدف تحويل هذا العالم في المستقبل المدهش حقيقة واقعة.
٣- هنا يقفز السؤال في رأس البشر والسؤال سمة الأطفال باعتباره يوازي فكرة الصعود المعرفي الهائل فوق سلالم الكشوفات في الحياة:
هل نحن على استعداد لتوديع هواتفنا الذكية نهائياً ولربما تجميعها فوق الرفوف في المنازل والمتاحف أو رميها مع الخردة في براميل القمامة أو بيعها بأبخس الأثمان لإعادة تدويرها صناعيا؟
يعادل الجواب الموت بعدما أصبحت الهواتف الذكية جزءاً أساسياً من حياتنا بل أنفاسنا اليومية وتسيطر على اهتماماتنا ومشاغلنا وحياتنا وقُلّ على عاداتنا التي تسكننا في عوالم التواصل البشري والتسوق. ولكن مع تدفق الإشعارات الإتصالية الهائلة المتتالية، وإرهاق العينين، وتراكم الضغط النفسي الناتج عن ضرورة البقاء على حاجة الاتصال الدائم أصيبت البشرية بالإرهاق من تلك الأجهزة الملازمة والتي نخضع لها في الحياة الفضائية المعاصرة.
هكذا يبشّرنا خبراء التكنولوجيا تباعاً بأن الابتكار المقبل سيكون إذن مذهلاً . لن يكون قطعاً مجرد تحديث اللهواتف التي لا تبارحنا، بل ستكون قطعاً نموذجاً لاستبدالها نهائياً وبشكل كامل.

كيف وإلى أين؟

من بين أبرز المشاريع التي تعمل عليها «ميتا» مثلاً مشروع «أوريون» الذي تم الكشف عنه بفعالية «ميتا كونيكت 2024»، مستبدلا الخليوي بالنظارات.
تعتبر هذه النظارات الأكثر تطوّراً على الإطلاق، حيث تقدم شاشات ثلاثية الأبعاد ترتديها لتعرض عليك مشاهد ومحتويات عوالم افتراضية عن هذا العالم الحقيقي، ما يسمح لك بإرسال الرسائل النصية، وإجراء المكالمات، أو حتى التنقّل دون الحاجة إلى الهاتف. لم تقتصر جهود «ميتا» على مشروع «أوريون» فقط، بل تعاونت أيضاً مع شركة «راي بان» الشهيرة لإنتاج نظارات جديدة فائقة الذكاء جديدة تُسمّى نظارات «راي بان-ميتا» التي تمزج بين التصميم الأيقوني لشركة «راي بان» والتقنيات المتطورة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من «ميتا»، حيث تطعّم بكاميرات ومكبرات صوت دقيقة جدا توفر لك التحكم الصوتي وفي إطار أنيق، بما يمثل خطوة مهمة تجعل الواقع المعزز القابل للارتداء فوق العينين جزءاً أساسياً يشغل حياتنا اليومية.
يجب الإشارة إلى أن «ميتا» ليست الوحيدة في هذا السباق العجيب، بعدما باشرت شركة «أبل» حقول المنافسة من خلال إطلاق نظارتها الذكية «أبل فيجن برو»، التي تركّز حاليا على التجارب الواقعية المتظاهرة. وعلى الرغم من اختلاف التركيز بين كل من «أوريون» و«أبل فيجن برو»، إلّا أن الشركتين تسعيان لإحداث تحوّلات هائلة في كيفية تعاملنا مع الأجهزة الرقمية.
ومع دخول شركات مثل «غوغل» و«سامسونغ» على الخط بتطوير نظارات ذكية أيضا تعمل بالذكاء الاصطناعي، بان الاتجاه واضحاً:
الخروج من عصر الاعتماد على الهواتف الذكية.
هل ستختفي الهواتف المحمولة بهذه السرعة؟ يفيدنا التاريخ بأن التقنيات القديمة لا تختفي بين عشية وضحاها. فحتى بعد ظهور الهواتف المحمولة، يستمر استخدام الخطوط الهاتفية الأرضية وسيستمر لعدة عقود، لذا، قد لا تختفي الهواتف الذكية تماماً، ولكن مع انتشار النظارات الذكية قد تنخفض شعبيتها بداية بشكل ملحوظ، ومع تطور هذه التكنولوجيات المتسارعة قد يصبح المستقبل الرقمي الذي لا يعتمد على الهواتف الذكية واقعاً ملموساً في غضون سنوات سبع كما قرأنا.
علّق الزميل البروفسور بشارة نجيب حنا على هذا النص إذ شاركته قراءة هذا النص قبل نشره باعتباره صديق خبير في عالم الأرقام والنسب والإحصاءات فكتب لي جوابا من بيروت: «من المبكر جداً أن نتحدث بشكل ثابت فنكتب بأن الذكاء الاصطناعي قادر أن يصل ليحلّ مكان أنشطة الإنسان باعتباره بالنتيجة النهائية من ثمرات البرامج الإحصائية الدقيقة القابلة دائما للتطوير، لكن من غير الممكن أن تصل دقتها إلى 100٪ بالرغم من تقدّم علوم الحساب، الأمر الذي قد يترك أخطاء عند التطبيق فتكون النتائج خطرة جداً، وخصوصاً في مجال الدراسات الطبية الدقيقة».
«نشهد حالياً تطبيقات هذه البرامج في الصناعات الإلكترونية صحيح، لكن يمكننا أن نشير بوضوح إلى كمية الأعطال الحاصلة في صناعة السيارات الكهربائية التي تحصل باعتبار أن هذه البرامج لا يمكنها استنباط المعلومات ما لم يلقّمها لها الإنسان أساساً، لذلك أعتقد بأن التلازم في العمل الإبتكاري ما بين الآلة والإنسان سيبقى مترابطاً إلى حد كبير، وأعتقد أيضا أن فرص العمل ستتضافر بسبب وفرة تدفقات الإنتاج المنتظر عبر الذكاء الاصطناعي الأمر الذي سيتطلب مهارات إنسانية عالية الدقة لضمان جودة الإنتاج».
وتعليقا على ما كتبه البروفسور بشارة نجيب حنا أختم:
يكفيني الإشارة وأنا أقرأ ما تكتبه لي وأنا في حافلة ترام في ضواحي باريس أن أخبرك بأن أجهزة الكمبيوتر باتت تقود هنا بعض خطوط حافلات المترو هنا بدقة لا متناهية وخصوصا الخطين ٤ و١٨ حيث ليس هناك أي تدخّل ولو بسيط من الحضور للقيادات البشرية.