بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2024 12:30ص اللبنانيون يحتفلون بعيد الفطر رغم الظروف القاسية

حجم الخط
يحتفل المسلمون حول العالم بقدوم عيد الفطر، وذلك بعد 30 يوماً من الصيام والتعبُّد في شهر رمضان، إذ يحتفلون فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام. 
ويُمثّل عيد الفطر الذي يأتي في الأول من شهر شوال من كل عام وفق التقويم الهجري، مناسبة دينية واجتماعية، وهو يستمر لمدة ثلاثة أيام إذ يعد فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني.  
ورغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، إلا أن هناك بعض العادات المتوارثة التي تميز كل بلد عربي عن غيره. 
إلا أن اللبنانيين يستقبلون عيد الفطرالمبارك هذا العام وفي القلب غصة وحسرة، فخاطرهم مكسور نتيجة الضائقة الاقتصادية والمعيشية الصعبة والغلاء الفاحش، التي تحول بينهم وبين العادات التي كانت تتبع أيام الزمن الجميل. 
فاليوم، وبسبب الوضع المتردي، لم تعد العيدية من أولويات العيد وسيحرم كثير من الأطفال منها. 
وحتى الأضاحي التي كانت جزءا لا يتجزأ من عادات عيد الفطر لم تعد حاضرة بسبب عدم القدرة على تقديمها للفقراء بعد أن شهدت محلات بيع اللحوم ارتفاعا ملحوظا بالأسعار. 
أما الأسواق والمحلات التجارية التي كانت تشهد حركة مبيع مرتفعة، ها هي اليوم تعاني ما تعانيه نتيجة عدم قدرة المواطن على شراء ثياب العيد وهو بالكاد يستطيع أن يؤمن لقمة عيشه. 
لكن بالرغم من هذه الظروف القاسية والصعبة، إلا أن إرادة اللبنانيين وحبهم للحياة والفرح تبقى ألأقوى...                            
«اللواء» قامت بجولة ميدانية التقت خلالها عددا من الأهالي لمعرفة كيفية احتفالهم بعيد الفطر المبارك، فكان الآتي: 
 الظروف صعبة 
لما صيداني تأسف أنها لن تتمكن من توفير احتياجات أولادها هذا العيد، تقول: «الحقيقة أنني لم أخصص لهم أي عيدية بسبب الظروف الصعبة كما أنني لم أشترِ لهم ثياب العيد، لكنني أحاول قدر الإمكان أن أوفر لهم جو العيد الحقيقي من خلال زيارة الأقرباء وتأكيدي لهم بأن العيد القادم سيكون أفضل وسنتمكن من الإحتفال سوياً بأيام يملأها الخير والبحبوحة لكن علينا أن نصبر، فالصبر كان دوماً مفتاح الفرج». 
  المحبة هي الأساس 
سمير نصولي أب لـ4 أولاد، يقول: «صدق قول الشاعر: عيد بأي حال عدت يا عيد؟ كيف يمكننا أن نحتفل بالعيد في ظل الأزمات المادية المتراكمة والغلاء الفاحش وسعر الدولار الجنوني؟ 
يكفي أن يحتفل الزعماء في هذا البلد بالعيد أما الشعب فليس هناك من ضرورة أن يشعر بالبهجة والفرح. 
صحيح أن الظروف صعبة خصوصا للأطفال لأنهم أكثر من ينتظر فرحتهم بالعيد لجهة شراء ملابس جديدة لهم، وتلقّي العيدية إلا انني حرصت على إدخار ما أمكن لإعطاء كل ولد ولو عيدية بسيطة كي لا أحرمهم بهجة العيد التي ينتظرونها من عام إلى عام، وقد طلبت من زوجتي تحضير مائدة طعام لهذه المناسبة وإن كانت بما تيسر لكن المهم أن نجتمع معا في عيد الفطر لنشعر بأهمية هذه المناسبة وللتأكيد بأن العائلة تأتي قبل كل شيء، لأن المحبة هي الأساس.» 
 ضرورة الإحتفال بالعيد 
رنا فتح الله رغم الظروف المادية الصعبة إلا أنها اشترت ثياب العيد لأولادها، تقول: «أود رؤية الفرحة على وجوه أولادي، لهذا اشتريت لهم كل ما يحتاجونه من ألعاب وثياب. وقد حرصت على تحضير المعمول في المنزل وطلبت منهم أن يشاركونني، وكم كانت فرحتنا كبيرة عندما تذوقنا ما جنت أيدينا فمذاق المعمول كان لذيذا وكلفته المادية أقل بكثير من شرائه من محل الحلويات. 
عيد الفطر يأتي مرة في السنة لذلك، مهما كانت الظروف قاسية إلا أنني لن أحرم الأولاد ضرورة الاحتفال بهذا العيد». 
 العيد ليس ثياباً جديدة 
احمد خطاب، يقول: «هذا العام لن نتمكن من شراء المعمول ومستلزمات العيد نظرا لغلاء الأسعار الفاحش كما أنه لم يعد بإمكاننا تقديم الأضاحي بسبب غلاء سعر اللحوم. وأكثر ما يؤلمني أنني لن أتمكن من مواساة الفقراء والمساكين بالمال أو الطعام كما كنت أفعل في السابق.  
لكن في المقابل، علينا أن نعلم أن العيد ليس ثيابا جديدة ومناسبة لإنفاق النقود وتلقي العيدية والهدية فقط، إنما هو يوم يجب التفكير خلاله في الآخرين وتوطيد العلاقة مع الأقارب والأصدقاء، ومساعدة الفقراء بما أمكن، فهذا هو معنى العيد الحقيقي. 
نتأمل أن تتحسن الأوضاع في هذا البلد كي نتمكن العام القادم الإحتفال بعيد الفطر وسط استقرار مادي واجتماعي وأمني متكامل، كل عيد فطر وأنتم بخير.»