بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 نيسان 2024 12:17ص كيف نتجنَّب التعاطف المفرط مع الأشخاص؟

المعالِجة النفسية ديالا عيتاني المعالِجة النفسية ديالا عيتاني
حجم الخط
التعاطف مصطلح يشير إلى استجابات المرء الإدراكية والوجدانية، تجاه تجارب الآخرين التي يلاحظها، من خلال القدرة على مساعدة الآخرين والتعبير عن التعاطف، ويعتبر التعاطف مهارة أساسية في العلاقات الناجحة، حيث يساعد على فهم آراء ووجهات نظر واحتياجات وأمنيات الآخرين.  
وتعرّف الجمعية الأميركية لعلم النفس أن الشفقة هي الشعور بالقلق أو الشفقة النابع من الوعي بمعاناة أو حزن الآخرين. 
 عيتاني 
لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع التقت «اللواء» المعالجة النفسية ومدربة تطوير الذات ديالا عيتاني، فكان الحوار الآتي: 
التعاطف 
ـــ ما هو التعاطف؟ 
«يعتبر التعاطف على أنه فهم تجربة شخص آخر من خلال تخيل وتصور نفس المرء في وضعه وموقفه، بحيث  يدرك المرء تجربة الآخر كما لو كان يمر بها هو نفسه، ولكن مع مقدرته على التمييز بين ذاته والآخر. 
وفي الجانب الآخر تُعبر الشفقة عن تجربة الفرد تحت تأثير الظرف مع شخص آخر. 
قد لا يتم قبول الشفقة جيداً مثل التعاطف، إلا أنَّ الشفقة الممزوجة بالحساسية والألفة والتواصل القريب يمكن أن تُقدم دعماً في مواجهة شدائد الآخرين. 
من ناحية أخرى، قد تؤدي الشفقة بدافع التعاطف غير المتفهم إلى خلق شعور بالغربة والنفور لدى الآخرين. 
ووفقاً لعلم النفس تشير نظرية المحاكاة إلى أن المرء عندما يرى إنسانا آخر يختبر ويعيش تجربة عاطفية، فإنه يشعر بذات الشعور في داخله. 
وهناك عامل بيولوجي لهذه النظرية، عبارة عن أدلة لوجود «الخلايا العصبية المرآتية» التي تنشط عند ملاحظة وتجربة مشاعر الآخرين التي تشارك في تخطيط السلوك المعرفي المعقد، والتعبير عن الشخصية، واتخاذ القرار، وتغيير السلوك الاجتماعي التي تنشط الأفكار المسؤولة عن النفس والآخرين. 
وبناءً على هذه النظرية، يمكن للأفراد التوقع وتفسير سلوك الآخرين، فمن المتوقع أن يشمل التعاطف نظريات عدة تجمع بين كل من الإجابات التلقائية والعاطفية والاستدلال المفاهيمي المكتسب، حسب المجال والموقف، حيث تظهر إحدى الاستجابات العاطفية والمعرفية أو كليهما.» 
تأثير العوامل البيئية 
ــ هل تؤثر العوامل البيئية والموروثة في قدرة المرء على التعاطف؟ 
«تؤثر العوامل البيئية والموروثة في قدرة المرء على التعاطف ويعكس التعاطف بغض النظر عن المتغيرات العمرية في جميع الأعمار. 
كما أن الأفراد الذين يمتلكون مستويات عالية من التعاطف، غالباً ما يكون لديهم فعالية جيدة في المجتمع وارتباطات اجتماعية وعلاقات كثيرة.  
فالتعاطف عامل أساسي في بناء ارتباطات بين الأفراد بنجاح، سواء في المجتمع أو مكان العمل، ويعد نقص التعاطف أحد دلالات اضطراب الشخصية للمجتمع. 
فعندما يتعاطف المرء مع الآخرين ويشعر بالتوتر والحزن، ويعيش ألمهم عاطفيا وجسديا، يمكن أن يسفر التعاطف إلى ارتفاع مستويات هرمون التوتر «الكورتيزول» في الجسم، ويجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وبالتالي يعرضه التعاطف المفرط للشعور بالعجز واليأس، فالمرء لا يتمكن من تقليل الوجع عن كل من حوله.» 
أعراض نفسية معينة 
ــ هل من أعراض نفسية معينة ممكن أن تنتج؟ 
 «ينتج عن إرهاق التعاطف بعض الأعراض النفسية كالإبتعاد عن الآخرين، الشعور عن الانفصال بالواقع،الافتقار للطاقة،الشعور بالإنهاك أو الإحباط، الشعور بالغضب أو الكآبة ولوم الذات. 
إذ لا يوجد مفتاح يسيطر في فتح وغلق مشاعر الفرد، فإذا كان الفرد يسرف بالتعاطف مع الآخرين وقد يشعر أن الأمر خارج إرادته، يمكنه تنظيم مشاعره والتحكم بها. 
 يجب على المرء ألا يصاب بإرهاق التعاطف لأن ذلك قد يعرضه لأزمات نفسية وصحية. 
من المهم أن يعترف المرء بما يشعر به ويظهر لنفسه التعاطف، حيث تمنعه انشغالات الحياة بالعناية بما يشعر المرء به وتصبح المشاعر مكبوتة بداخله، لذلك من المهم تغيير بعض طاقة التعاطف وأخذ قسطا من الراحة.» 
ـــ هل من نصيحة محددة؟ 
«إن الشعور بالاتصال مع الأصدقاء والأهل يمكن أن يكون شافيا لمن يعانون من إرهاق التعاطف، كما أن ممارسة الرياضة قد تكون مفيدة  لتنشيط الجسم وتحسين المزاج، بالإضافة إلى أخذ قسط جيد من النوم.»