بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آب 2020 12:00ص كيف السبيل لإيقاف حرب الشائعات والأكاذيب والأضاليل في لبنان؟

حجم الخط
غريب عجيب أمر بعض النّاس الذين باتوا يتمرسون بنشر الأكاذيب والاشاعات والأضاليل في كل اتجاه من دون أي رادع أو وازع أو ضمير، وكأنهم يعيشون على كوكب آخر دون أن يأخذوا بعين الاعتبار معاناة اللبنانيين الاجتماعية والمعيشية والأمنية والاقتصادية والصحية منها، والتي باتت تهدد كيانهم ومصيرهم وحياتهم بالإجمال.

فهل يا ترى قد فقد البعض في عالمنا هذا أبسط مقومات الإنسانية والأخلاق والشعور بالمسؤولية أو الإحساس مع الآخرين من أبناء بلدهم ومواطنيهم. وبالتالي كيف يُمكن مواجهة مثل تلك الاشاعات والأضاليل التي تنتشر كالنار في الهشيم لغاية في نفس يعقوب.

ومهما يحاول أحدنا أن يُطلق على أولئك الأشخاص من نعوت أو صفات فإنه من المؤكد لا يُمكن لأي كان ان يصنف مثل أولئك البشر بالبشر، ولا تنطبق عليهم الا النعوت البعيدة كل البعد عن الأخلاق والانسانية في عالم بات يتخبّط بالفساد والكراهية والانحطاط، لا بل بالإنحلال الاجتماعي والأخلاقي والإنساني أيضاً.

وبالرغم من كل المآسي والنكبات التي يعيشها بلدنا حالياً، يكاد لا يمر يوم على اللبنانيين الا ويواجهون خلاله مخاطر وصعوبات على مختلف الصعد مما يجعلهم في إحباط دائم وتوتر نفسي ينعكس على أعصابهم وصحتهم بشكل عام.

من هنا يأتي السؤال: من هو المسؤول عن وضع حدّ لمثل أولئك الأشخاص الذين يكرسون في ممارساتهم الدائمة المفاهيم اللاأخلاقية ويعتمدون الشر وسيلة رخيصة لهم للوصول إلى مآربهم الغرائزية ومصالحهم الشخصية دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة النّاس والبلد ككل.

وما يزيد في الطين بلة ان لبنان يعيش حالياً افلاساً على كل المستويات والصعد، بدءاً برجال السياسة فيه خاصة في مصداقيتهم تجاه شعبهم وناسهم والوطن أيضاً، ولا يُمكن لنا ان نستثني الأحزاب والتيارات والفعاليات السياسية والحزبية باستثناء من ندر منهم، وقد فقد المواطن اللبناني كل أمل بهم وبات كل مواطن يُبدي إشمئزازاً منهم ومن تصرفاتهم ومشاحناتهم التي لا تهدأ ولا تستكين والتي تنعكس سلباً على حياة النّاس وأوضاعهم وعلى البلد بمختلف أطيافه ومناطقه.

أما وقد وصل الحال في بلد الأرز إلى ما وصل إليه في هذه الحقبة من الزمن الرديء، فلا بدّ من البحث والتفتيش عن حلول تصحح المسار في لبنان على مختلف المستويات لكي تعود الأمور إلى نصابها ولو بالحد الأدنى لخلق أجواء من الاطمئنان والاستقرار الاجتماعي والأمني والاقتصادي للمواطنين جميعاً، لأن الناس قد تعبوا مما يعانون منه يومياً، لذلك بات من الضروري لا بل المحتم إيقاف حرب الإشاعات والاكاذيب والأضاليل التي تنشر الفوضى وتزيد الانقسامات في البلد في هذه الظروف الخطيرة والمصيرية من تاريخه، كما يجب الضغط على جميع رجال السياسة في لبنان لكي يوقفوا هذه اللعبة القذرة التي من خلالها أوصلوا البلد الي ما وصل إليه، وقد بات من الصعب جداً لا بل من المتعذر إنقاذه منها الا بحصول معجزة إلهية تنقذ لبنان واللبنانيين من هذه المحنة الخطيرة التي يعيشونها في الوقت الراهن.

كذلك يجب أن لا ننسى ان لبنان يعيش حالياً في ظل حكومة تصريف أعمال وأيضاً في ظل  تداعيات الخلافات  السياسية التي تزيد من تفاقم أزماته المتراكمة يوماً بعد يوم ناهيك بالأوضاع الأمنية المتفلتة والمتنقلة بين منطقة وأخرى والتي باتت تُهدّد جميع اللبنانيين بحياتهم وأرزاقهم، لا سيما بعد انفجار المرفأ، أضف إلى كل ذلك التخوف من زيادة انتشار فيروس كورونا بشكل أوسع وأكبر في البلد، وهذا ما يدفع الجميع لطرح السؤال الكبير: كيف للبنان أن يخرج من كل هذه الأزمات ومن الضائقة الاقتصادية والوضع الأمني والصحي والسياسي المترهل دون حصول التوافق بين أبنائه وأيضاً بين السياسيين أنفسهم، وكيف لهم أن يضعوا  استراتيجية واعدة لمستقبل لبنان على مختلف الصعد في حين أنه لا يزال أولئك السياسيون أنفسهم يديرون زمام الأمور في البلد وكأن شيئاً لم يستجد أو يحصل  وكأنهم  لم يأخذوا العبر من الماضي ومن اشمئزاز الناس منهم ومن تصرفاتهم، وبالتالي من هو المنقذ إقليمياً أو دولياً الذي سيساهم في تصحيح الأمور في لبنان قبل فوات الأوان وقبل أن يغرق المركب بجميع اللبنانيين من دون استثناء وعندها قد لا ينفع الندم.