بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2023 12:40ص كيف يواجه اللبنانيون البرد القارس وسط ارتفاع أسعار الصوبات والمحروقات؟

صوبات بالجملة استعداداً لفصل الشتاء صوبات بالجملة استعداداً لفصل الشتاء
حجم الخط
بعد انتهاء فصل الصيف وقدوم فصل الشتاء نجد أنفسنا أمام المشكلات ذاتها التي تسببت بها الظروف الإقتصادية الصعبة نتيجة انهيار الوضع الإقتصادي في لبنان وارتفاع سعر صرف «الدولار» أمام الليرة اللبنانية.
ليعود الهم الموسمي هو هو، في ظل غياب الدولة واستهتارها بالمواطن واحتياجاته الملحة حيث يبقى المواطن وحده يواجه ليالي البرد والصقيع، وهو حتى إن أراد أن يتدفأ على مدفأة الغاز ليس باستطاعته ذلك نتيجة ارتفاع سعر القارورة إلى المليون ونصف ليرة تقريبا..
 أما فيما خص إمكانية التدفئة على الكهرباء، فهذه المسألة باتت من رابع المستحيلات في ظل انعدام التيار الكهربائي أولا وثانيا بسبب الإرتفاع الباهظ لفواتير كهرباء الدولة. 
وهكذا،يجد المواطن نفسه أمام خيار لا ثالث لهما،التدفئة على صوبا الحطب أو على صوبات المازوت.

صوبات الحطب ألأكثر مبيعاً 

لكن ما هو رأي بائعي الصوبات ،وكيف يجدون إقبال الزبائن هذا الموسم وما هي الصوبات الأكثر مبيعا؟.
ـــ عارف أبو سعد يملك إحدى محلات بيع الصوبات في منطقة راشيا، يؤكد أن صوبات الحطب هي الأكثر مبيعا ،يقول:«في السنوات الماضية كنا نشهد إقبالا على صوبات المازوت نظرا لأن أسعار المازوت كانت معقولة ومقبولة كما أن تخزينها أمر سهل لأن باستطاعتك أن تضعيها في «غالون» أو برميل على سطح المنزل لتقضي بها موسم الشتاء كاملا بدلا من حملان أكياس الحطب.
أما اليوم فالأسعار مثل النار، أضيفي لذلك فإن معظم الناس عادت إلى شراء الصوبات التي تعمل على الحطب لأنها أوفر كلفة بالرغم من أن مسألة تخزينها مزعجة لأنها تحتاج لمساحة معينة لوضع قطع الحطب.
هذا عدا عن إمكانية الحصول عليها مجانا من خلال الطرق غير الشرعية عبر تقطيع الأشجار دون أي اهتمام بما يمكن أن تتسبب به من أضرار بالبيئة.
كذلك هناك العديد من العائلات اللواتي يفضلن صوباالحطب لإمكانية الطبخ عليها وشواء البطاطا والكستناء بداخل موقدها لأن الطعام لا يأخذ نكهة الحطب عكس صوبا المازوت ،كما أنهم يوفرون من استخدام مادة الغاز.
أما فيما يخص أسعار الصوبات فهي  باتت مكلفة،إذ أن أسعارها ارتفعت نتيجة ارتفاع سعر «الدولار»،وهي تبدأ من ال150 دولارا إلى ال250 دولارا وصولا إلى ال600 «دولار» تبعا لحجمها وقوتها.
 لكن الصوبات الأكثر مبيعا هي التي يتراوح سعرها ما بين ال150 وال 250 دولارا».

ما باليد حيلة...

ـــ مروان شاهين يقطن في منطقة صوفر مع عائلته، وهو في شهر تشرين الأول من كل موسم يبدأ بتحضير الصوبا تهيئا لقدوم فصل الشتاء وهو حتى الأن ما زال يستعمل صوبا المازوت برغم من ارتفاع سعر هذه المادة،يقول:«في السنوات الماضية كنا نعبىء برميلا كاملا نضعه على سطح البناية أما اليوم فعدنا للتعبئة «بالغالون» يوما بيوم لأن سعر المازوت ارتفع بسرعة الصاروخ.
 في العام المقبل أفكر بأن أستبدل صوبا المازوت بأخرى على الحطب لأن شراء الحطب واستعماله يبقى أوفر بكثير.
كما تعلمين أن موسم الشتاء في صوفر بارد جدا ،لذلك نحن لا نستطيع أن نطفىء الصوبا فهي شاعلة باستمرار مما يضطرنا لزيادة الإستهلاك، وبالتالي إلى شراء المزيد من مادة المازوت بالرغم من أن أسعار الوقود ارتفعت بشكل ملحوظ لكن ما باليد حيلة.
 أضيفي لذلك أن الكهرباء لا تأتينا بشكل منتظم كي نخفف العبء عن الصوبا ونستبدل التدفئة «بدفايات الكهربا» أو الـ heather،ولا سيما أن فواتير الكهرباء باتت مخيفة.
باختصار عندما يأتي فصل الشتاء أشعر بالهم لأنني أعلم أن الأعباء المادية ستزداد ،دون أن يحرك أي مسؤول ساكنا فالكل مهتم بمركزه ومصالحه الشخصية والمادية دون اهتمام بالمواطن واحتياجاته الملحة». 

أفضل صوبا الحطب على المازوت

ـــ ليلى زيود تسكن في بحمدون منذ سنوات، وقد اعتادت أن تتدفأ على الصوبا منذ أن كانت طفلة، تقول:«منذ أن وعيت على الدنيا ونحن نحضر الصوبا للتدفئة أيام الشتاء ،لكن فيما مضى كانت الأسعار مقبولة والمازوت كان متوفرا للجميع ليس كما هو حاله اليوم».
أما الحطب فكان كل منزل لديه حقل يقتطع من أغصان أشجاره اليابسة ما يلزم كل السنة للتدفئة أيام البرد والصقيع.
كما أننا كنا نطبخ على صوبات الحطب ،فنضع «الطبخة» في الصباح الباكر كي تنضج على مهل ،وصدقيني فإن طعمها يكون ألذ من طهيها على الغاز،وأنا حتى اليوم أحافظ على هذه الطريقة في طهي الطعام التي بالتأكيد تقتصر على موسم الشتاء. 
لذلك أنا أفضل صوبا الحطب على المازوت لأنها أقل كلفة من حيث السعر كما أنني أطهو عليها وأسخن المياه وأستعملها دوما.هذا بالإضافة إلى أنني أشعر بأنها تدفىء الغرفة أكثر من صوبا المازوت.
ونحن إن أردنا استعمال صوبا المازوت لما استطعنا لأن التدفئة على المازوت باتت مكلفة جدا مع ارتفاع سعر مادة المازوت».

صوبا الحطب تكلفتها أقل

ــ فادي أبو الحسن من سكان شاناي،وقد اعتمد صوبا الحطب يقول:»الحقيقة أنني منذ أن ارتفع سعر المازوت استبدلت صوبا المازوت بصوبا تعمل على الحطب لأن تكلفتها أقل ولا سيما أننا هنا في شاناي لا نستطيع أن نطفىء الصوبا نظرا للبرد الشديد.
صحيح أن سعر صوبا الحطب أغلى من سعر صوبا المازوت لكن إن نظرت للمسألة على المدى البعيد فأنت توفرين دون أدنى شك خصوصا وأن سعر المازوت بات نار».

صوبا الحطب أوفر بكثير 

 علاء مطر يسكن في عاليه، يقول:«كنا نعتمد في السابق التدفئة بصوبا تعمل على المازوت ندعمها بين الحين والآخر «بدفايات الكهربا» لكن في ظل انقطاع الكهرباء الدائم وارتفاع سعر المازوت قررنا هذه السنة أن نشتري صوبا على الحطب لأن كلفتها أوفر بكثير،ولاسيما أن لدي بعض الأصدقاء الذين يؤمنون لي الحطب بنوعية جيدة وسعر ممتاز دون الحاجة إلى المازوت».