بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 كانون الأول 2021 12:02ص لمناسبة يوم تراث بيروت الوطني د. منيمنة: عندما نعمل يداً بيد يمكننا تحقيق المستحيل

حماية التراث واجب إنساني للحفاظ على هوية المجتمع وخصوصيته

ضرورة الحفاظ على المباني التراثية المتبقّية ضرورة الحفاظ على المباني التراثية المتبقّية
حجم الخط
حماية التراث علم قائم بذاته، بالإضافة إلى كونه واجباً إنسانياً ملقى على عاتق البشرية بأسرها، وليس فقط على الدول التي تحتضن الأمكنة التراثية، والتي كثيراً ما تكون عاجزة عن ترميمها أو صيانتها أو الحفاظ على معالمها.

أما الهدف الإنساني لذلك فهو التوثيق العمراني، أي الحفاظ على العمارة كوثيقة تاريخية تتحوّل إلى كتاب مفتوح لجميع الناس.

ناهيك عن أن الحفاظ على المعالم التراثية هو المدخل الحقيقي للتأكيد على هوية المجتمع وخصوصيته.

إنطلاقا من ذلك، حرصت «جمعية تراث بيروت» على تحديد الـ26 من تشرين الثاني يوما وطنيا لتراث بيروت يحتفل به سنويا منذ العام 2018.

وتجدر الإشارة، إلى أن هذا اليوم يعتبر بمثابة تحالف تراثي واسع تقيمه «الجمعية» بالاشتراك مع ناشطين وجمعيات تحمل همّ تراث العاصمة وهويتها.

وقد تمّ اختيار هذا اليوم بالذات لوقوعه في شهر استقلال لبنان ولوقوعه أيضا في اليوم الذي أطلّ فيه الشاعر الفرنسي «لامارتين» على بيروت من أعلى تلة مار متر ووصف جمال المدينة قائلاً: «كم كنت أتمنى أن أرى جنة عدن، وأستطيع القول الآن أنني شاهدتها».

أما الهدف منه فهو المطالبة بقانون واضح لحماية ما تبقّى من تراث بيروت المادي والملموس وخاصة العمراني منه.

هذا العام أيضا، وحرصا منها الحفاظ على موروث العاصمة العمراني والإجتماعي، أحيت مؤخرا «جمعية تراث بيروت» هذه المناسبة برعاية محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وحضور عدد من المهتمين والإعلاميين، وذلك في «بيت بيروت» الكائن في «السوديكو».

لتسليط الضوء على أهمية هذا اليوم والخطوات التي تقوم بها «الجمعية» للحفاظ على ما تبقّى من هذا التراث التقت «اللواء» رئيس «جمعية تراث بيروت» الدكتور سهيل منيمنة، فكان الحوار الآتي:

{ متى كانت الإنطلاقة الأولى لهذه المناسبة؟

- الإنطلاقة الأولى لهذه المناسبة كانت في 26 تشرين الثاني من العام 2018 خلال أمسية تراثية رائعة أقيمت في فيلا ليندا سرسق في الأشرفية، حيث وقّع المشاركون على عريضة موجّهة إلى وزارة الثقافة ونواب بيروت للعمل الجديّ لإعلان حالة طوارئ ثقافية وتجميد رخص هدم المباني التراثية والعمل على صياغة قانون جديد مع المراسم التطبيقية الملحقة للحفاظ على مباني العاصمة الأثرية والتراثية المتبقية.

وقد تم التوقيع على هذه العريضة من قبل 260 مهتماً في ليلة واحدة.

{ كيف لمستم التجاوب منذ العام 2018 حتى اليوم؟

- في العام 2019 كما تعلمين انطلقت الثورة وكان التجاوب قليلا جدا، لكن رغم ذلك حرصنا كجمعية على إقامة خيمة هناك وبدأنا ننشر التوعية حول دور الثورة في الحفاظ على التراث.

أما في العام 2020 وبسبب انتشار «فيروس الكوفيد 19» اضطررنا أن نعمل عبر الـ «أون لاين»، حتى أننا بعد انفجار 4 آب أصبحنا نشدّد أكثر الإضاءة على أهمية الأبنية التراثية، والحقيقة أننا لمسنا تجاوبا كبيرا من قبل الكثيرين.

لكن هذا العام فالتجاوب كان ممتازا.

{ كيف تسعون للحفاظ على ما تبقّى من أبنية تراثية؟

- هناك العديد من الأساليب، في مقدمتها تسليط الضوء على أهمية ثقافة التراث، ولا سيما انك حين تدركين أهمية التراث سوف تسعين للمحافظة عليه وللوقوف في وجه كل من يودّ تدمير أي من هذه الأبنية التراثية.

وحاليا لدينا عريضة تتضمن ما يقارب الـ 400 توقيع سنقدّمها إلى وزارة الثقافة في سبيل المطالبة بحماية الأبنية التراثية والحفاظ عليها.

{ إنفجار المرفأ دمّر العديد من هذه الأبنية، هل قمتم بالتنسيق مع المسؤولين لإعادة ترميمها أو حتى بنائها؟

- طبعا لقد أجرينا اتصالات بعدد من المسؤولين لحثّهم على القيام بمسؤولياتهم.

كما أننا كجمعية حرصنا على القيام بمسح شامل لـ 3 مناطق بواسطة مهندسين وأخصائيين على رأسهم مهندس مرمّم د. جاد حمود بالإضافة إلى فريق كبير من المتطوعين، وقد أنجزنا كافة البيانات وقمنا بتقديمها إلى وزارة الثقافة من خلال مديرية الآثار.

{ هل هناك خطة مستقبلية محددة تهتم بالمحافظة على الأبنية التراثية الموجودة في بيروت؟

- طبعا وهذه المسألة من ضمن أولوياتنا، وهي من المبادئ الأساسية التي حصلنا على العلم والخبر من أجلها والتي تتمثل بالمحافظة وحماية الأبنية التراثية في بيروت، تبعا لما هو مسجل في النظام الأساسي وفي النظام الداخلي.

نحن ملتزمون بذلك، وسنسعى بكل جهدنا وبكل طاقتنا وبكافة الوسائل لنحافظ على هذه المبادئ.

وفي هذا الإطار إسمحي لي أن أشير إلى أننا عام 2018 تقدّمنا من وزارة الثقافة بطلب ويومها كان الوزير غطاس خوري وزيرا للثقافة، وقد استطعنا أن نوقف هدم 22 بناء أثريا في بيروت.

{ كلمة أخيرة؟

- أتمنى على كل إنسان يحب بيروت أن يتعرّف أكثر على تراث هذه العاصمة الرائعة، وبإمكانه أن يقوم بذلك من خلال الإتصال بجمعيتنا بشكل مباشر أو عبر الدخول على صفحاتنا الموجودة على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي.

صدّقيني تعاوننا مع بعضنا البعض يعني الكثير لأننا عندما نعمل يدا بيد يمكننا تحقيق المستحيل، وبالتالي يمكننا أن نحافظ على تاريخنا وهويتنا الثقافية.