بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 نيسان 2020 12:00ص هل طرابلس أمام كارثة حقيقية في الأيام المقبلة؟!

التظاهرات العشوائية تزيد من ارتفاع نسبة الإصابات بـ«كورونا»

الحركة في التل على قلّتها خرقت الحظر والتعبئة العامة الحركة في التل على قلّتها خرقت الحظر والتعبئة العامة
حجم الخط
منذ الإعلان عن قرار التعبئة العامة، التزمت المحلات التجارية والأسواق الداخلية لمدينة طرابلس بالاقفال التام وخلت الشوارع من المارّة، لكن مع إعلان حظر التجول من الساعة السابعة مساء ولغاية الساعة الخامسة صباحاً، عادت شوارع طرابلس لتشهد «طفرة» بشرية، وكأن شيئاً لا يحدث داخل المستشفيات، وكأن عدّاد فيروس كورونا لا يُسجّل ارتفاعاً يومياً، أو هو لم يسجل حالات وفاة حتى الساعة، ربما الناس قد فهموا من حظر التجول ليلاً، أنّ الحياة عادت إلى طبيعتها خلال النهار، كل ذلك قد يبدو طبيعياً، لكن ما لم يعد مقبولاً هو السماح للتظاهرات العشوائية بالانطلاق يومياً، بل والتحضير لها قبل ساعات من موعدها المحدد.

هذا دون أن يكون هناك أي رادع أمني لها، لا من قِبل عناصر قوى الأمن الداخلي ولا من قِبل الجيش المولج تنفيذ قرار التعبئة العامة وحظر التجول، ما أثار الكثير من علامات الاستفهام، ودفع المواطن الملتزم بالحجر المنزلي الى اتهام القوى الأمنية بالتقصير الفاضح تجاه المواطنين، الذين ينطلقون في الشوارع دون أي التزام بالإجراءات الوقائية لجهة استعمال الكمّامات والكفوف بحجّة «الفقر»، وعدم القدرة على شراء هذه اللوازم، ما يزيد في انتشار فيروس كورونا في طرابلس، التي من المتوقع أن تشهد المزيد من الاصابات في اليومين المقبلين بعد ظهور النتائج لعدد كبير من المواطنين.

إذاً، شوارع طرابلس تشهد حركة طبيعية في «زمن كورونا»، وليس كل مَنْ يخرج من منزله يكون لحالة طارئة، إنّما المواطن «ملَّ» من الحجر المنزلي، أو هو خرج للبحث عن قوته اليومي، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، وتُرِكت للمواطن حرية التحرك كما هو حاصل، فإنّ كارثة حقيقية تتهدد أبناء طرابلس وكل لبنان.


غادر منزله هرباً من الحجر المنزلي

التل وحركة المواطنين

«اللـواء» جالت في شوارع طرابلس لاسيما منطقة التل، والتقت عدداً من المواطنين للاستفسار منهم عن السبب الحقيقي لخروجهم من منزل، فقال أحد المواطنين: «خرجتُ من أجل قوتي اليومي، الذي إنْ لم أسع في سبيله، فأحد لن يساعدني. أريد تأمين الحليب لإبني وتأمين المأكل والمشرب لي ولزوجتي»، نافياً امتلاكه ثمن الكمامة، لذلك لا يستعملها، لكنه أكد «لو تم تأمينها لي كُنتُ وضعتها».


هل من يؤمن الحليب لولدي؟!

{ المواطنة امتثال قالت: «خرجتُ من منزلي لاضطراري ذلك، كون أختي مريضة بالسرطان، وينبغي عليَّ التوجه الى المستشفى الحكومي في القبة، من أجل تأمين الدواء لها، طبعاً سأضطر لاستخدام سيارة أجرة، لكنني سأقوم بأخذها منفردة للحفاظ على صحتي وصحة شقيقتي».

وعن عدم استخدامها للكمامة قالت: «لم يثبت أنها جيدة، أو هي تمنع العدوى، لذا أنا أقوم بكل ما يلزم من استخدام مواد التعقيم».


طابور أمام أحد المصارف


{ وعند حافة المنشية جلست مجموعة من الرجال يحتسون القهوة على مرأى القوى الأمنية، ولدى سؤالهم عمّا يفعلون، أجمعلوا قائلين: «مللنا من المنزل، وكرجال لا يمكننا البقاء لوقت طويل في الحجر. نخرج لنشتم الهواء العليل، ولا نخاف من فيروس «كورونا»، باعتبار أنه ما أصابنا إلا ما كتبه الله لنا، وكشعب طرابلسي نقول بأنّنا منذ زمن طويل نعيش من قلّة الموت الذي لن يرهبنا اليوم».

{ سائق تاكسي عمومي قال: «أخرج من منزلي بحثاً عن لقمة العيش، التي لا أجدها نظراً لعدم وجود زبائن في الشارع، وكل يوم أترك البيت وأعود إليه بجيوب فارغة، أخاف على عائلتي من الجوع أكثر من الكورونا».


يناشد الدولة الوقوف الى جانبهم

وعن المساعدات قال: «كل ما نسمعه يبقى كلاماً لحين تنفيذه، لكن السؤال المطروح كيف سيتم توزيع المساعدات؟، هل سننال منها شيئاً؟، أم إنّ المحسوبيات هي التي ستتحكم؟! أسئلة برسم المعنيين عل صرختنا تصل اليهم». 

طرابلس أمام أصعب اختبار

«قنبلة موقوتة» تتهدّد حياة المواطن الطرابلسي، وهي لطالما تهدّدته في السنوات السابقة جراء الفقر الذي يعيشه الغالبية العظمى من أبناء المدينة، بعدما ازداد بينهم عدد المصروفين من العمل أو أولئك الذين يتقاضون نصف راتب، وآخرهم مَنْ أقفل محلاته استجابة للتعبئة العامة، كل ذلك دون أنْ يتم تأمين البديل، ما دفع العديد من المواطنين للخروج الى الشارع وكسر الحظر المفروض عليهم من قِبل الدولة، وكأنّهم بذلك يتحدّون الدولة والقوى الأمنية، إلا أنّهم نسوا أو هم يتناسون أنّهم يهدّدون حياتهم وحياة عائلاتهم قبل أي شيء، كون «صحتك ببيتك» هي الضمانة الأكيدة للحد من انتشار فيروس «كورونا»، الذي لا ينفع معه متى أُصيب المواطن به، كل الأموال والمساعدات التي سيتلقاها، ولعل ما يجري في كبرى الدول المتقدمة والمتطوّرة اقتصادياً واجتماعياً خير دليل وشاهد على الأخطار المتأتية من هذا الوباء».