بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2022 12:00ص بخاري للمفتي الشهيد حسن خالد «نزف إليكم سقوط رموز الغدر» دريان: شعاره الدائم العودة للدولة القوية العادلة

السفير وليد بخاري خلال إلقاء كلمته في الملتقى الثقافي السعودي - اللبناني الخامس السفير وليد بخاري خلال إلقاء كلمته في الملتقى الثقافي السعودي - اللبناني الخامس
حجم الخط
احتضن السفير السعودي في لبنان  وليد بخاري الملتقى الثقافي السعودي -  اللبناني الخامس بعنوان «شهيد الرسالة المفتي الشيخ حسن خالد»، في دارته  في اليرزة، وقال بخاري : «نستذكر علماً من أعلام الدين والفكر ومفتي الوحدة والشراكة الوطنية والسيادة والاستقلال والوفاء للكبار يفرض علينا السير في خطاهم».
اضاف : «اغتيال المفتي حسن خالد كان مقدمة لاغتيال كل لبنان الذي يعيش أياماً صعبة على كل المستويات وفي مقدمتها هويته العربية وعلاقته بمحيطه العربي».
وختم السفير السعودي: «نزفّ للمفتي حسن خالد نتائج الانتخابات المشرّفة وسقوط كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية».
والقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة في المناسبة وقال: ليس غريبا أن يدعونا سعادة السفير إلى هذا الملتقى في الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن تحت عنوان «شهيد الرسالة»، لأن للشهيد مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، فكيف إذا كان الشهيد عالما ومفتيا، ورجل خير ومبرات وعطاءات وإنجازات، على الساحة الوطنية والعربية والإسلامية».
أضاف: «قال تعالى في محكم تنزيله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. ليس المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى، شخصا لا يذكر إلا في مناسبة وذكرى استشهاده، إنه بإيمانه وبترجمته هذا الإيمان، اتخذ مواقف دينية وأخلاقية ووطنية وعربية، جعلته حيا. ذلك أنه استشهد في سبيل الله، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. ومواقفه الإسلامية والوطنية والعربية، هي المواقف الثوابت لدار الفتوى، ذودا عن الإسلام شرعة ومنهاجا، ودفاعا عن الوطن اللبناني، الذي ارتضيناه وطنا نهائيا لنا جميعا، وصونا لانتماء لبنان العربي».
 وتابع:«لا ينبغي أن تمر هذه الذكرى لاستشهاد هذا الرجل الكبير، رجل الإسلام والوطن والأمة، بدون عبرة وعظة، وبدون درس وأمل للمسلمين وللبنانيين وللعرب جميعا. أما العبرة: فهي أن الصمود أمام المشاق والصعاب يؤتي الأجر مرتين: مرة في الفوز بالشهادة، ومرة في فوز القضية التي قتل المجرمون الشهيد للحيلولة دون إحقاقها. وقد فازت قضية حسن خالد، وهي قضية كل شهداء الوطن الكبار، قضية بقاء لبنان حرا سيدا مستقلا، عربي الانتماء والهوية، وقضية تجدد الأمل بالوطن والدولة -دولة المواطنة ومؤسساتها- الجامعة في تعددها وتنوعها في إطار الوحدة الوطنية والعيش الواحد، والطموح إلى الغد الأفضل».
وقال: « «تحضر ذكرى المفتي خالد هذا العام، فتوقظ في نفوسنا المثل والأخلاق والقيم التي كانت تحركه، ولعل المفتاح لفهم شخصيته، هو تعبير أو مصطلح: أخلاق المسؤولية. فقد تعطلت المؤسسات الدستورية، والحياة السياسية، فكان يجمع اللقاء الإسلامي بدار الفتوى، أو في منزله في عرمون، ليبقى النصاب السياسي قائما، وتبقى بيروت حاضرة. وخشي أن تؤثر انقسامات الحرب على الانتماء اللبناني، والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين أبناء الوطن الواحد، فاشترع مع الراحل الكبير الإمام محمد مهدي شمس الدين، وثيقة دار الفتوى للثوابت العشر في العام 1983، التي اعتبرت أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وكان شعاره الدائم، العودة إلى الدولة القوية والعادلة، دولة المواطنة الجامعة، وحكم القانون، والانطلاق من قيام الدولة الحريصة على الأرض والشعب، لمقاومة العدو الإسرائيلي، الذي وصل إلى بيروت».
واستشهد المفتي دريان بكلام المفتي الشهيد قائلا:«إنه لا حل للبنان إلا الحل العربي. وعندما تدخل العرب لإنهاء الحرب، وشكلوا لجنة لذلك، تعاون معها المفتي الشهيد، ومضى والبطريرك صفير وسائر المرجعيات الدينية حينها، إلى الكويت للاجتماع بها، وقدم لها مجموعة اقتراحاته، وعلى طريق المساعي لإنهاء النزاع، استشهد المفتي حسن خالد في 16 أيار عام 1989 في تفجير لموكبه، بجوار دار الفتوى، بمحلة عائشة بكار. ولذلك، فقد فاته رحمه الله، مؤتمر الطائف، الذي أنهى النزاع المسلح، وأصدر وثيقة الوفاق الوطني، آخر العام 1989. وعلى ذلك التقى مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يمضي بخطى ثابتة باتجاه عقد مؤتمر الطائف، بدعم من المملكة العربية السعودية، واستضافتها».
{ من جهته، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن «لا جفاء بين لبنان ومملكة الخير واللبناني وفيّ ونحن في ذكرى الشهيد المفتي حسن خالد رجل المواقف الجريئة نطلب من الله الخلاص للبنان وأن يثبت اللبنانيون على مواقف كمواقفه».
{ بدوره، شدد النائب عماد الحوت على أن «انتماء لبنان عربي بالشعور وبالدستور ونتائج الانتخابات أثبتت أن أصحاب الانتماء العربي أكدوا حضورهم ووجودهم وسنكمل المسيرة من هذا المنطلق».