استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر يوم وفدًا من أهالي شهداء فوج اطفاء بيروت الذين سقطوا في انفجار المرفأ في الرابع من آب. وقد ناشدوا غبطته التدخل من اجل حيث التعاطي بجديّة اكبر في ملفّ التحقيق بالانفجار، الذي أودى بحياة أبنائهم وأحبائهم، وبرفع الغطاء عن أي مسؤول له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الجريمة.
كما تمنى أهالي الشهداء إعادة النظر في وضع فوج إطفاء بيروت، وتأمين الدعم اللازم له على كافة المستويات رأفة بالشباب المتطوّعين الذين يواجهون خطر الموت في كل مهمّة.
من جهة اخرى دعا أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت جميع اللبنانيّين للتجمّع نهار الجمعة ١٣ تشرين الثاني الساعة ٧ مساءً عند ثكنة فوج الإطفاء - الكرنتينا للمطالبة بالحقيقة كما عائلات سائر الضحايا الذين لم تجف دموعها على فلذات أكبادها ولا تزال تنتظر بصيص أمل بتوقيف ومحاسبة مذنب واحدٍ على الأقل، لتشعر ونشعر جميعنا أننا في "دولة تحترم شعبها".
وفي بلدة مشمش الجبيلية، قرّرت عائلة الشهيد جو نون تخليد ذكراه ببناء كنيسة على اسم القديس يوسف، قرب منزل الشهيد الذي كان يعمل على تشييده بغية الزواج وتأسيس عائلة.
هذا المنزل سيبقى على حاله، كما تركه جو، يقول شقيقه وليم، والكنيسة التي بدأوا ببنائها من حجر الصخر، ستكون مكانًا لرفع الصلوات والقداسات على نية جو في ٤ آب من كل عام، وفي مناسبة عيد القديس يوسف.
وعند الانتهاء من بنائها ستدعو العائلة إلى قداس لتدشينها.
الكنيسة الصغيرة في الحجم، هي مواجهة لدير القديس شربل في عنايا، وتعتزم العائلة أن تجعل من حيطانها معرضًا لبعض مقتنيات الراحل جو، من ملابس خاصة بفوج الإطفاء (جاكيت بذلته العسكرية، بذّة رسمية للإطفاء اشتراها مؤخرًا ولم يلبسها، خوذة، خالع الأبواب، جهاز لاسلكي...) وكتب الصلاة التي كان يصلي بها، مسبحته، آلاته الموسيقية، الميداليات التي فاز بها في ألعاب القوى، بعض الهدايا والتذكارات التي تلقتها العائلة من أصدقائه ومحبيه بعد رحيله...
مذبح الكنيسة عبارة عن طاولة خشبية من جذع شجرة توت يابسة، يفوق عمرها كما يعتقد وليم الـ٢٥٠ عامًا، كان جو قد جهّزها وحضّرها لتكون طاولة سفرة في منزله الزوجي.