بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2021 10:48ص تناغم «روسي أميركي» يمهّد لحكومة خلال أيام.. هل يتبنى حزب الله طرح الحريري؟

حجم الخط
أيام حاسمة أمام لحظة الضغط على الزناد، فإما تُطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من استقرار، واما يخطئ الهدف تمهيدًا لفترة تبريد الحروق التي أصابت الدولة في عامها الأخير.

هدف الضرب النهائي للوضع الشامل إذا أُصيب، فنحن أمام ارتفاع هستيري مستمر وممنهج للدولار بشكل أسبوعي، ضمن خطة موضوعة سلفًا، إذ قد يقفز بمعدل 5000 ليرة أسبوعيًا الى ما شاء الله، من دون أي سبب اقتصادي واضح.

وتزامنًا مع التدهور الاقتصادي، تحدثت برقية أمنية أنه يجري التحضير لتصعيد كبير في الشارع، يمكن أن يخرج إلى اشتباكات مسلحة في بعض الشوارع، وعمليات نهب وسرقة، وتصفية حسابات، لحسابات سياسية وأجندات. مما يترجم كلام وزير الداخلية عندما قال: «الوضع الأمني يعطيكي العافية»!

في السياق، أبدت ​وزارة الخارجية الأميركية​ قلقها «من التطورات في لبنان ومن عدم اتخاذ أي إجراء من قبل قادة البلاد»، أتى ذلك لدى اعلان السفارة عن زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي الى لبنان أمس حيث التقى كبار ممثلي ​الجيش اللبناني وجدّد التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته، والشراكة بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني «خاصة أن لبنان يواجه تحديات اقتصادية كبيرة».

وفي حدث يتعلق بالواقع على الأرض في لبنان، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وفد «حزب الله»، ركز على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري بشكل سريع.

وتشير المعلومات أن اللقاء تعمّق بصلب الأزمة اللبنانية، لا سيما الحكومية، ومن المعلوم أن الاتصالات سوف تتكثف، من حزب الله تحديدًا، للافراج عن الحكومة من قصر بعبدا بأسرع وقت، خصوصًا أن الحزب كان يحاول التعامل مع الأزمة سابقًا على قاعدة «ضربة عالحافر ضربة عالمسمار».

بعد الموقف الروسي، تراجع النائب السابق وليد جنبلاط من بيت الوسط عن تبنيه لفكرة توسيع الحكومة، اذ أكد بعد لقائه الحريري أن لا طرح حكومي آخر سوى طرح الحريري، وأن الأخير متمسك بحكومة من 18 وزير لا ثلث معطل فيها لأحد.

كل ما سبق من تطورات، يرمي الكرة مجددًا في ملعب فريق رئيس الجمهورية، بعد محاولات لإعادتها الى بيت الوسط والترويج لفكرة توسيع الحكومة، فالحريري أكد على موقفه بعد البيان الروسي الثاني هذا الأسبوع الداعم له «بالإسم»، خصوصًا مع دخول حزب الله رسميًا على خط التأليف، بما يتناغم مع موقف الروس من شكل الحكومة، ونصف موقفه السابق لزيارة وفده النيابي الى موسكو.

ولن يكون الأميركي، غير المهتم بلبنان كأولوية، برافض للصيغة الحالية اذا سلكت طريق النجاح، حتى لو كان ذلك بجهود روسيا التي تطوف بين دول الإقليم للترويج لمشروعها المستقبلي في سوريا، فكل من واشنطن وموسكو تعملان على تنظيم توازن، رادعة لضبط الوضع وعدم انفلاته في ضوء تفاقم الأزمة في لبنان.

من دون أن ننسى أن تشكيل الحكومة يعطي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اولى نقاطه «خارج أرضه»، مما ينعش المبادرة الفرنسية، التي يعمل الحريري على تذليل العقبات أمامها لفترة ما بعد التشكيل من خلال زياراته الخارجية التي ستستمر، وستكون محطته المقبلة موسكو خلال أيام، اذا لم يتم خرق جدار الأزمة الحكومية بعد عودة وفد حزب الله منها الأربعاء.

باختصار.. حكومة خلال أيام يليها هبوط لسعر صرف الدولار الذي قد يعود الى حدود الـ 8000 أو الـ 7000 ليرة في فترة وجيزة، أو الفوضى الشاملة. وواهم من يظن أن ما نشهده اليوم هو الأسوأ..

«اللواء»