بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 نيسان 2021 04:30م طوابير السيارات أمام محطات البنزين لم تستدع اهتمام أصحاب المحطات والذين يتهربون من السؤال وينفون أي علاقة لهم بأزمة البنزين في طرابلس

حجم الخط

يبدو بأن كثرة الهموم وثقلها على كاهل المواطن دفعته الى محاولة تجاهل المطالبة بحقوق كانت فيما مضى تثير جدلاً كبيراً في حال عدم توفرها كمادة البنزين والتي تواجه في مدينة طرابلس تحديداً ومناطق عكار بشكل عام مشكلة كبيرة ونقص حاد يكاد لا يسد حاجات المواطنين، هذا على حد زعم أصحاب المحطات والذين رفضوا الادلاء بأي تصريح كونه لا يحق لهم!!!! وكأنهم موظفون في دوائر رسمية، لكن هم في الحقيقة آثروا الهروب على البوح بما يجري في هذه المدينة، الهروب يعني التورط وغير ذلك لا يمكن التبرير وقبولهم بذل المواطن أو زبائنهم على أقل تقدير هو بمثابة التآمر عليهم .

فمنذ بضعة أسابيع لا بنزين يسد حاجة أهالي طرابلس كما يدعي أصحاب المحطات ومن يريد ملء خزان سيارته عليه أن يحجز دوره باكرا، والا فلن تنال سيارته قسطها من البنزين، أما خارج طرابلس وعنينا القلمون الكورة زغرتا وكل الأقضية الشمالية باستثناء عكار طبعاُ، ما من أزمات والمواطن يعيش بسلام ويملء خزان سيارته بلا تعصيب وبلا انتظار.

طبعاً من الطبيعي التوجه أولاً لأصحاب المحطات لمعرفة السبب الحقيقي لهذا التقنين، فاذا بنا نصطدم بهربهم منا والتحجج بأنهم ليسوا هم أصحاب المحطة وان كنا في الواقع نعرفهم جيدا، لكن الكلام يخرج من بين شفاههم ليرمي السبب على التهريب، وهنا نطرح السؤال وهل ان التهريب لا ينعكس سلباُ الا على أهالي هذه المدينة الصابرة؟؟؟ فتأتي الاجابة بأن محطات الوقود في عكار أقفلت أبوابها لأسباب نجهلها وما من يحاسب وبالتالي فان أهالي عكار برمتهم يقصدون محطات طرابلس مما خلق أزمة كبيرة، قد تكون الفكرة مقبولة نوعاً ما لكن يبقى السؤال المطروح لماذا لا يعمد أصحاب المحطات اذا كانوا أبرياء بالفعل الى اثارة القضية عبر وسائل الاعلام بدلاً من التهرب منها؟؟؟!!

أيضاً، لماذا لا تتم الاجابة عن السبب الذي يقف ورا اقفال عدد كبير من المحطات أبوابهم في هذه الأزمة ولماذا يبقى عدد المحطات التي تلبي حاجات الناس محدودة جداً؟؟؟ وأين هي الرقابة الفعلية على هذا الموضوع ولماذا يترك لأصحاب المحطات القرار باذلال المواطنين؟؟؟ الجواب لن يكون سهلاً كون المعنيين من شركات كبيرة ومن وزارة طاقة جميعهم أجمعوا على حرمان طرابلس من حقوقها وهذا ما يبدو بالفعل جلياً اذا ما تمت المقارنة بين ما يجري في المدينة وبين أقرب قضاء الكورة مثلا حيث لا أزمة، مما يطرح علامات الاستفهام حول هذه الأزمة المفتعلة وهل ان هناك رغبة جائحة بتصفية حسابات سياسية في حق مدينة وقفت في وجه تيار يحكم ويتحكم بوزارة الطاقة وللأسف فان أصحاب المحطات في المقابل يقفون مكتوفي الأيدي بل ويوافقون على اذلال أبناء المدينة بشكل يومي !!!!

في قضية البنزين الكل مسؤول مهما حاولوا التنصل من التهم الموجهة اليهم، ومقولة أن أصحاب المحطات أبرياء وغير راضين عما يجري تسقط أمام طريقة سير عملهم والتي ترهق الموظف قبل الزبون نظراً للمواجهات التي تشهدها هذه المحطات يومياً جراء ساعات الانتظار الطويلة.

المواطن مذلول والمحطات تستبد

احدى المواطنات تقف في الصف الطويل والذي امتد من أمام سرايا طرابلس باتجاه محطة مكية تقول:" مللنا من هذا البلد ومن الاجرام في حقنا يومياً علينا أن نستيقظ باكراً لنؤمن صفيحة بنزين نقضي بها حاجتنا، كيف يسكت المسؤول عن ذلك؟؟؟ وأين هم نواب المدينة من هذا الظلم اللاحق بنا؟!!!! لو لم يكن رمضان يحتم علينا الاحتفاظ بأدبنا لكان لدينا كلام آخر".

وسيم يجلس في سيارته بانتظار الرفج يقول:" طرابلس منذ سنوات طويلة والكل يمعن في حرمانها وتهميشها وما نتعرض له اليوم من اذلال على محطات البنزين من ضمن هذه السياسة لأنه ما أزمة بنزين على صعيد كل لبنان فلماذا طرابلس؟؟؟، على كل حال لن نرفع الصوت ولن نشكو بل اننا سنهاجر ونترك لهم البلد أو بالأحرى بقايا هذه البلد فلينعمون به".

على من تقرع مزاميرك يا داوود؟؟؟

وهناك عند محطة أخرى حيث تمتد السيارات لبعد أمتار عنها يقف الشباب ليؤكدون على صاحب المحطة "نائم" كونه رمضان وما من معلومات لديهم ان كان سيحضر أما رقم التلفون فليس بحوزتهم، مما يعني هروب جديد من تحمل المسؤولية وبالتالي قول الحقيقة والتي تغيب عن المواطن البريء بيد انها حتماً لا تغيب عنهم هم التجار الذين يسعون الى تكديس أموالهم وان على حساب زبائنهم وأبناء مدينتهم، فبئس الزمن الذي يلهث فيه الجميع وراء المصالح الشخصية والسرقات وتحقيق الأرباح وداخل المنازل عائلات تشكو الجوع وانعدام الأموال جراء الانهيار الاقتصادي حقاً انه بلد العجائب، لكن على من تقرع مزاميرك يا داوود؟؟؟؟!!!!