"كلن يعني كلن" هتافات عادت الى الشوارع ومعها عادت الثورة الى مدينة طرابلس والتي تشهد بشكل يومي تحركات للثوار تبدأ بقطع الاوتوستراد عند جسر البالما والطرقات مروراً بحرق الاطارات ومستوعبات النفايات أمام منازل النواب والوزير حواط، وبالاسواق الداخلية لا سيما سوق القمح حيث عمد بعض التجار على افراغ الحبوب المدعومة في اكياس كبيرة لإعادة بيعها في السوق السوداء وقد انذروا اصحاب المحلات مهددين بالتصدي لهم بمختلف الوسائل وبعد الظهر نفذت مجموعة "الثورة أنثى" وهيئات المجتمع المدني وقفة احتجاجية تحت شعار "لوين واصلين... نزلوا على الشارع" أمام دوار النيني رفعوا خلالها اليافطات المنددة بالسياسيين وبسلطة الفساد فضلاً عن الأعلام اللبنانية، وعلى وقع الأناشيد الوطنية طالب الثوار من السيارات المارة النزول لمشاركتهم في الاعتصام بعدما تخطى سعر الدولار عتبة العشرة آلاف.
الثوار أكدوا أن التحركات ستستمر وتتصاعد بعدما لم يعد هناك أي بارقة أمل وكل الحلول معدومة في الوقت الراهن.
الوقفة الاحتجاجية التي استمرت لأكثر من ساعتين أتت بمواكبة أمنية مشددة من قبل عناصر الجيش اللبناني، حيث عمد خلالها الثوار الى قطع كل مفارق دوار النيني لبعض الوقت.
آراء الثوار
نقيبة موظفي المصارف السابقة مهى المقدم قالت:" "لوين واصلين" لا نعرف لكننا سنكمل مسيرتنا والثورة ستستمر بعدد قليل أو كثير لا يهم، المهم أن يكون هناك ناس في الشارع، لا يمكننا التوقع بل نعيش كل يوم بيومه".
المواطنة هالة قالت:" نحن لم نترك الشارع وسنستمر لحين اسقاط السلطة الفاسدة وتعود الحياة للبلد، طبعاً سنستمر لحين الغاء الظلم ومعرفة حقيقة من فجر مرفأ بيروت فضلاً على كل الحقائق".
الناشط طلال كبارة قال:" سنبقى في الشارع لحين تدرك السلطة الحالية حقيقة معاناة الشعب الجوعان، الدولار تخطى عتبة العشرة آلاف ليرة المواطن يتقاتل على كيس الحليب حتى الساعة فان شيئاً لم يتحقق، نريد اسقاطهم من رأس الهرم بل وادخالهم الى السجون كي يتسنى لنا العيش بسلام مؤلم جداً ما وصلنا اليه اليوم".
من جهته الكابتن زكريا قال:" الوسيلة الوحيدة أمامنا الضغط في الشارع فما حصل في ثورة 17 تشرين كانت نتائجه جيدة وان لم يكن هو المطلوب، لكن سنستمر لاسقاط كل السلطة الفاسدة والتي لا تضمر الخير للبلد الكل يريد مصالحه الشخصية، هناك شباب عاطل عن العمل بالرغم من علمه وثقافته لذا علينا اخراج هذا الطقم الفاسد للافساح بالمجال أمام شبابنا ونحن خلال سنوات قليلة جداً سنعيد لبلدنا ألقه وتطوره".
الناشطة باسكال سمان قالت:" وصلنا للخراب والدمار ولقد رأينا الصراع عللا كيس الحليب، فاذا لم ينزل الناس الى الشارع بعد هذا الأمر فمن المعيب جداً علينا".
وتابعت:" من يقف في الشارع للمطالبة بلقمة عيشه يصنف ارهابياً في حين أن من يقتل المئات من المواطنين يبقى بلا محاسبة!!!! ما نتعرض له من اذلال في سبيل تأمين لقمة العيش لم يعد مقبولاً وهو مصيبة كبرى".
نور الهدى غريب قالت:" هدفنا واحد منذ انطلاقة ثورتنا العيش بكرامة واسقاط السلطة الفاسدة التي أودت بحياتنا الى الهاوية أو "جهنم" كما وعدنا رئيس الجمهورية، كنا نناشد السلطة والآن نناشد المواطن النزول الى الشارع لانقاذ نفسه من الجوع المحتم، لم يعد بامكاننا تحمل المزيد ".
أما الثائر مصطفى فقال:" اذا ما بقينا على ما نحن عليه اليوم فاننا حتماً نسير نحو المجهول في ظل غطرسة السلطة السياسية الفاسدة، وجودهم على الكراسي أمر صعب جداً ونحن لا نعرف لماذا سكوت الناس عن حقوقهم، البعض لم يعد ينزل بسبب أعمال الشغب والتي أحدثتها طوابير لا نعرف من اين تأتي ربما من أحزاب السلطة ، ونحن نسعى الى اعادة هيكلة أنفسنا واعادة احياء الثورة".