بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2022 04:17م مواقف الراعي كشفت عن هوة مع "بعبدا" : الرئيس القوي من يجمع حوله اللبنانيين ويحافظ على الدستور

حجم الخط
ما يهم البطريركية المارونية قبل أي أمر آخر، هو انتظام عمل المؤسسات الدستورية، لناحية ضرورة تشكيل حكومة جديدة، لأن البلد لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة والتسويف. ومن ثم تحضير الأجواء الملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يخرج البلد من مأزقه، ويعيد الاعتبار لما تبقى من هذه المؤسسات . وقد كان البطريرك بشارة الراعي واضحاً بشكل جلي، من خلال تأكيده على رفض الشغور في موقع الرئاسة الأولى، ودعوته إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، لأن مصلحة لبنان تقتضي وجود رئيس في المهلة الدستورية، ودون أي تأخير عن هذا الموعد .

إلا أن الأهم في مواقف البطريرك الراعي الأخيرة، قوله أنه لا يؤمن بما يسمى "الرئيس القوي"، أي أنه ليس راضياً عن السنوات الست للرئيس ميشال عون. بمعنى آخر أن وجود رئيس قوي كما كان يطالب المسيحيون، لم يحقق شيئاً للبلد، لا بل أن الأمور ذهبت إلى الأسوأ في هذا العهد . وبالتالي ليس المطلوب أن يكون رئيس الجمهورية هو الأقوى في طائفته، أو من يجمع أكبر عدد من النواب، وإنما من يستطيع أن يجمع حوله أكبر عدد من اللبنانيين، ويحافظ على الدستور، لطي صفحة الانقسامات، وبما يساعد على إخراج لبنان من أزماته التي تكاد لا تنتهي . ما يعني استبعاداً للأسماء الأساسية في فريقي الموالاة والمعارضة. كسليمان فرنجية وجبران باسيل وسمير جعجع .

وتشدد أوساط نيابية معارضة لموقع "اللواء"، على أن "البطريرك الراعي بعث برسائل في مختلف الاتجاهات، وإلى من يعنيهم الأمر، بأن بكركي لا يمكن أن تسمح بحصول شغور في موقع الرئاسة الأولى، وأنها تقبل بأي اسم يكون مقبولاً من غالبية اللبنانيين . فهي ترى أنه من الضروري أن يتلاقى النواب على اختيار شخصية قادرة على أن تكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، ولديها من الصداقات العربية والدولية، ما يؤهلها لأن تتبوأ مركز الرئاسة الأولى، بعدما فقد لبنان كل دعم عربي ودولي . ولم يشهد في تاريخه أن أضحت علاقات على هذا النحو من التردي والتراجع" .

وتشير الأوساط، إلى أنه "يستدل من كلام البطريرك الراعي، أن هناك هوة كبيرة بين بكركي ورئاسة الجمهورية، وأن البطريركية المارونية، لا ترى من الحكمة بشيء، في إقدام رئيس الجمهورية على أي خطوة مخالفة للدستور، كأن يرفض الخروج من قصر بعبدا، أو أن يبادر إلى تشكيل حكومة أمر واقع، في مواجهة حكومة تصريف الأعمال، إذا لم تؤلف حكومة . أي أن البطريرك الراعي يرى أن الدستور واضح في هذا الشأن، وهو أنه عندما يتنتهي ولاية رئيس الجمهورية عليه أن يغادر قصر بعبدا ولا يبقى فيه دقيقة" .

وكشفت معلومات لموقع "اللواء"، أن البطريرك الراعي، لن يدخل في لعبة الأسماء مطلقاً، ولن يتبنى أي اسم للرئاسة، لأن هذا الأمر منوط حصراً بمجلس النواب، كما أنه يرفض، مدعوماً من القيادات المسيحية الروحية والسياسية، أن يتولى أي طرف، لا "حزب الله" ولا غيره، في دعم مرشح بعينه، والعمل على فرضه على اللبنانيين، رئيساً للجمهورية . في إشارة إلى "حزب الله" الذي تشير المعلومات، إلى أنه سيدعم ترشيح فرنجية للرئاسة الأولى .