بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيلول 2021 07:51ص بالونات بعبدا وعقدة التأليف..

حجم الخط
يبدو أن مسألة تأليف الحكومة قد أصبحت متل حكاية إبريق الزيت، لا أحد يعرف كيف تبدأ، ومن الصعوبة بمكان التوقع كيف تنتهي.

 إشاعات التفاؤل التي تسري ليلاً، تبين أنها بالونات إختبار تُطلق من أوساط بعبدا، ولكن سرعان ما تتلاشى وتختفي مع ساعات النهار الأولى، لأن العقدة الأساسية ما زالت على حالها، لأن رئيس الجمهورية وفريقه مصرون على الحصول على الثلث المعطل في الحكومة العتيدة.

 التصريحات الصادرة عن التيار الوطني الحر ورئيسه بنفي المطالبة بثلث المقاعد الوزارية، والإستفراد بتسمية الوزراء المسيحيين، أصبحت من باب ذر الرماد في العيون، ولم تعد تُقنع أحداً، لا في الداخل ولا في الخارج، حيث تتركز الإتصالات الدولية مع رئيس الجمهورية لإقناعه بإزالة العقد التي تعترض الولادة الحكومية، والإسراع في الإعلان عن الحكومة الجديدة، للبدء بمساعدة لبنان في الخروج من النفق المظلم، ووقف هذا الإنحدار الرهيب نحو الإرتطام الكبير.

 ثلاثة رؤساء مكلفين لم يتمكنوا حتى الآن من إنجاز تشكيل الحكومة المطلوبة دولياً، بقدر ما هي حاجة محلية، ومواقف العناد من فريق رئيس الجمهورية على حالها، سواء بالنسبة لعدد ونوعية الحقائب التي يريدها من حصته، أم بالنسبة للإمساك بالقرار الحكومي من خلال تسمية الوزراء المسيحيين، والإستحواذ على الثلث المعطل، فيما مآسي الناس تزداد تلوعاً، والمعاناة تكبر يوماً بعد يوم في طوابير الذل أمام محطات البنزين، وعتمة الكهرباء تزداد ظلمة بسبب شحّ المازوت وتوقف المولدات، فضلا عن إختفاء الدواء، ووصول تسونامي الأزمات إلى الرغيف.

 قد لا يكون بقي للعهد الحالي الشيء الكثير ليخسره، بعد الإنهيارات غير المسبوقة التي حصلت إبان هذه الولاية، ولكن اللبنانيين غير مستعدين، ولا يقبلون بأي شكل من الإشكال، أن يخسروا بلدهم، ويضيّعوا مستقبل أجيالهم، بسبب حفنة من السياسيين لا ينظرون أبعد من أنوفهم ومصالحهم الأنانية الضيقة.

 فهل يعود أهل العهد الى رشدهم الوطني.. قبل فوات الأوان؟