بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آذار 2023 12:30ص بعد السعودي - الإيراني متى التقارب اللبناني..؟

حجم الخط
يُعتبر البيان الصيني السعودي الإيراني بمثابة «قنبلة» ديبلوماسية من العيار الثقيل، فاجأت العديد من عواصم القرار الدولي في العالم، وخاصة واشنطن التي إكتفت بترحيب باهت، لأن المصالحة بين القطبين الإقليميين، تمت بوساطة قطب متحفز للمواجهة مع أميركا في الساحة الدولية، وتم الإعلان عنها في العاصمة الصينية بالذات.
لا شك أن نجاح عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الرياض وطهران، يشكل إنطلاقة مشجعة لطوي صفحة الإضطرابات في الإقليم، في حال إلتزمت إيران بتنفيذ تعهداتها هذه المرة، والقيام بكل ما من شأنه أن يساعد على إستعادة الإستقرار الذي طال غيابه عن العديد من دول المنطقة، في ظل التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية لتلك الدول، حيث ذكر البيان المشترك في إحدى فقراته على تأكيد السعودية وإيران على «إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
لم يتم الإعلان عن تفاصيل ما تم الإتفاق عليه من خطوات تنفيذية، ولكن مجرد إشارة البيان إلى إتفاق البلدين على تفعيل إتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في عام ٢٠٠١، وكذلك بالنسبة للإتفاقية العامة للتعاون في مجال الإقتصاد والتجارة والإستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة عام ١٩٩٨، يؤكد رغبة البلدين على تطبيع العلاقات بينهما في مختلف الميادين لما فيه مصالحهما المشتركة، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على دول المنطقة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، التي كانت تتوجس من المخططات الإيرانية في محيط الخليج العربي.
وغني عن القول، أن الإتفاق السعودي الإيراني سيخفف حدة التوترات السياسية والأمنية في الإقليم، ويفتح أبواب الحوار بين البلدين لمعالجة الملفات الخلافية، سواء على المستوى الثنائي، أم على المستوى الإقليمي، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
لبنان من البلدان المستفيدة من التقارب بين الرياض وطهران، ولكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وضع يده على الجرح اللبناني مباشرة عندما رد على سؤال حول إستفادة لبنان من الخطوة الكبيرة، وقال: لبنان بحاجة إلى تقارب لبناني لبناني وليس إلى تقارب سعودي إيراني، لإعادة بناء الدولة .
فمتى سيتم التقارب اللبناني اللبناني لإنقاذ بقايا الدولة؟؟