تستحوذ إنتخابات إتحاد العائلات البيروتية بإهتمام ومتابعة الأوساط السياسية والعائلية في العاصمة، نظراً لحدة المنافسات المحيطة بهذه الإنتخابات، بخلاف ما كان عليه الوضع في الإنتخابات السابقة، حيث كانت المرجعية السياسية الحريرية، تحسم المعركة قبل حصولها، رغم وجود مرشحين منافسين للائحة المدعومة من الحريري.
عندما شجّع الرئيس الشهيد رفيق الحريري قيام إتحاد العائلات في أواسط التسعينات، كان يتطلع إلى قيام مؤسسة إجتماعية تضم العائلات البيروتية، وتستلهم مبادئ التكافل والتضامن في تلبية حاجات الأسر المتعففة، وتوفير الدعم المطلوب للطلاب المحتاجين لمتابعة دراساتهم، أو حتى تقديم المساعدات المالية الممكنة للمرضى، لتأمين الدواء، أو دخول المستشفيات.
تابع الرئيس الشهيد إنطلاقة الإتحاد ونشاطاته في السنوات الأولى بكثير من الإهتمام، وكان يردد دائما «هذا حزبي»، وإنضمت عشرات الجمعيات العائلية إلى الإتحاد، وشاركت في إنجاح نشاطاته الإجتماعية والخدماتية، إيماناً بأهمية التعاون بين العائلات لخدمة مجتمعها.
الإتحاد يقف اليوم على أبواب مرحلة جديدة عشية إجراء الإنتخابات في ١٧ آذار الجاري، حيث تطغى أجواء المنافسة، حتى الآن، على مساعي التوافق على لائحة واحدة، تتمتع بأوسع تمثيل ممكن للعائلات، وتحظى بدعم الأطراف السياسية الأساسية في العاصمة، وخاصة تيار المستقبل وفريق النائب فؤاد مخزومي.
ولكن لا خوف من تعدد اللوائح في الإنتخابات المقبلة، طالما أن الهدف هو التنافس على خدمة أهل العاصمة في إطار من الديموقراطية البعيدة عن المعارك الدونكيشوتية، التي تُثير الحساسيات العائلية، وتزرع الفرقة والبغضاء بين أبناء العائلة الواحدة.
المهم هو بقاء الإتحاد في موقعه المتقدم كرابطة إيجابية بين عائلات العاصمة، والعمل على صون وحدة الإتحاد وفعاليته، وعدم الإنزلاق إلى مهاوي الشلل والتعطيل لقرارات الهيئة الإدارية، والدخول في نزاعات شخصية لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
بيروت تُناديكم..، وتناشد الجميع الحفاظ على الممارسة الديموقراطية في العملية الإنتخابية، حتى يبقى الإتحاد عنوان التكافل والتضامن بين أبناء وعائلات ست العواصم بيروت.