بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الثاني 2017 12:30ص كابوس الإستقالة بانتظار نتائج التريث!

حجم الخط
تنفّس اللبنانيون الصعداء، واسترخت كل مفاصل الوطن المعذب، بعد مرور قطوع استقالة الرئيس سعد الحريري وتداعياتها، قبل الوصول إلى هاوية الانفجار و..الانهيار!
كل شيء كان يوحي بأن لبنان دخل في دوامة أزمة مصيرية معقدة، لعلها الأخطر في مرحلة ما بعد الحرب، وكاد البلد يتحوّل، مرّة أخرى، إلى ساحة لحروب الآخرين، وأداة لتصفية الحسابات بين المتحاربين.
حبس الأنفاس بلغ ذروته قبيل عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، وما سبقها من أجواء وضغوطات حول الاستقالة وأسبابها، وحول حيثياتها ودوافعها، وبدت الأجواء المكفهرة، وكأنها دخلت في العد العكسي للانفجار المخيف.
الأسواق المالية اضطربت، الوضع النقدي بدا وكأنه قابل للاهتزاز، ووصلت الفائدة بين البنوك، «انتربنك» ليوم واحد ١٢٠ بالمئة، الجمود تضاعف في القطاعات الاقتصادية، والشلل ضرب الإدارات العامة، وكأن ساعة الصفر أصبحت على الأبواب.
ولكن الالتفاف الشعبي حول الرئيس الحريري، والرفض الوطني الشامل للاستقالة، وتمسك اللبنانيين، كل اللبنانيين، بالرئيس المستقيل، والتأييد الذي لقيه في عواصم القرار العربي والأجنبي، قلب المشهد رأساً على عقب، خاصة بعد نجاح مساعي الأشقاء في مصر، والأصدقاء في فرنسا، في تليين المواقف الداخلية والعربية، وفتح المجال أمام تسوية جديدة عمادها هذه المرة «النأي بالنفس» فعلياً وجدياً.
البحث في دستورية التريث، يكاد يتحول إلى ثرثرة لا معنى لها، أمام فرصة التقاط الأنفاس التي أتاحها تجاوب الحريري مع تمني العماد عون بالتريث في تقديم استقالته، ريثما يجري الاتصالات والمشاورات اللازمة، للتوصل إلى التوافق المنشود على صيغة حقيقية لإبعاد لبنان عن حرائق المنطقة، واعتماد سياسة النأي بالنفس، بشكل حاسم ونهائي، يؤكد التزام الجميع، وخاصة حزب الله، بمقتضياته.
سعد الحريري أكد مرة أخرى، أنه رجل دولة، يضع مصلحة البلد فوق الاعتبارات الأخرى، ولكن على الأطراف السياسية المعنية، وخاصة فريق رئيس الجمهورية وحليفه حزب الله، أن يُلاقي رئيس الحكومة على خط إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان.
كابوس الاستقالة ما زال مصدر قلق كبير للبنانيين، خاصة في حال استنفدت فترة التريث، وتم هدر فرصة التوافق على أولويات المصالح اللبنانية العليا!