بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيلول 2018 12:12ص كلام رئاسي نوعي برسم أهل السياسة..

حجم الخط
إستمعنا بكثير من الإهتمام والتقدير والإحترام إلى كلمة الرئيس ميشال عون في جامعة اللويزة، والذي كان نوعياً بمضمونه السياسي والأخلاقي والتوجيهي للأجيال الشابة، حيث تضمن العديد من المبادئ والقواعد والمعايير للحفاظ على ثقافة الحوار بين اللبنانيين، بشكل صحي وصحيح، بعيداً عن السجالات العقيمة والمهاترات المهينة، الرائجة في الوسط السياسي هذه الأيام.
 وهذه بعض النصوص كما وردت في خطاب الرئيس، إثر منحه الدكتوراه الفخرية:
«إن الضرورة ملحة لإعداد الأجيال الطالعة، وإغناء ثقافتها السياسية، وقدرتها على الحوار والمناقشة والمقارعة بالحجة والمنطق، وتطوير الحس النقدي لديها...
«إن حرية التعبير إذا جافت الحقيقة لا تعود حرية، بل تصبح إفتراءً وإعتداءً معنوياً، فالشتيمة وبذاءة الكلام لا يندرجان في إطار حرية التعبير، وكذلك تشويه السمعة...
«إن التنافس السياسي صحي، وكذلك الإختلاف في الرأي، وهما ضرورة للحياة الديموقراطية...
«حذار الخلط بين الإختلاف والعداوة، فخصمك السياسي ليس عدوك، وهو شريكك في الوطن، وكلاكما تعملان من أجل مصلحة هذا الوطن وإن أختلفت مقاربتكما وسبل العمل.
«أنت حر بقدر ما أنت قادر على الإختيار، قادر على قول النعم واللا...
«لقد وجهت نداءً إلى جميع رؤساء الجامعات في لبنان في كانون الثاني عام ٢٠١٤ لفتح قاعات المحاضرات أمام المحاضرين السياسيين على إختلاف إنتماءاتهم، ليتعود طلابنا على الإصغاء والمناقشة الهادئة والراقية، بدل أن تكون نقاشاتهم في الشارع بالعصي والحجارة والشعارات النابية، أو بالشتم والتحريض على وسائل التواصل الإجتماعي..»
لقد صفقنا مع الحضور طويلاً للرئيس على هذا الكلام المبدئي والأخلاقي پإمتياز، وما ينطوي عليه من حكمة وسعة صدر في التعامل مع الآخر، والشريك في الوطن.
 ولا شك أن اللبنانيين سيصفقون للرئيس كثيراً، ويكتبون إنجازات عهده بماء من ذهب، إذا نجح في إقناع الأطراف السياسية المتناحرة، بدءاً من التيار الوطني الحر، صاحب أكبر كتلة نيابية، إلى أصغر مكون سياسي في البلد، الإرتفاع فوق الصراعات الفئوية والأنانية، والإرتقاء إلى مستوى المصلحة الوطنية العليا، والإلتزام بهذه المبادئ السامية الواردة في الخطاب الرئاسي، لتنظيم خلافاتهم وتنقية علاقاتهم من الشوائب والمزايدات المدمرة!