بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آذار 2021 08:07ص ماذا يعني عشاء الحريري في بكركي..؟

حجم الخط

على الرئيس المكلف وضع تشكيلة حكومية ممتازة ويقدمها إلى رئيس الجمهورية ويتشاورا في ما بينهما بروح وطنية صافية


عشية إطلاق هذا الكلام للبطريرك الراعي في «عيد البشارة»، كان الرئيس المكلف يتناول العشاء مع سيد الصرح البطريركي، ويبحث معه ما آلت إليه عقد الولادة الحكومية، والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة العتيدة.

بين كلمات البطريرك ودعوته الرئيس المكلف لتناول العشاء على مائدته، إرتسم مشهد سياسي وطني أوضح في رمزيته جملة مواقف حاول البعض تشويهها بفبركات لا تمت إلى الواقع بصلة.

ومن أبرز تلك المواقف :

1- تأكيد المرجع الأعلى للطائفة المارونية على الصلاحيات الدستورية للرئيس المكلف في وضع التشكيلة الحكومية والتفاهم عليها مع رئيس الجمهورية. وذلك خلافاً لكل الهرتقات الدستورية التي دأب عليها فريق العهد بحجة الدفاع عن صلاحيات الرئيس المسيحي.

٢-كشف الكلام البطريركي زيف بعض الممارسات غير الدستورية التي خرجت من محيط الفريق الرئاسي، وخاصة إشكالية اللائحة الإستمارة التي طُلب من الرئيس المكلف تعبئتها، وكأنه يجلس على مقاعد الدراسة الإبتدائية!

٣ - الحرص على إستقبال الرئيس المكلف في بكركي، والإصرار على تكريمه من سيد الصرح، لا يعني ولا يجب أن يعني، كما يُروج جماعة باسيل، بأنه إنحياز إلى جانب الرئيس المكلف المسلم في مواجهته المحتدمة مع رئيس الجمهورية المسيحي، بقدر ما تعني تمسكاً بعرى الميثاق الوطني، وإنحيازاً إلى خيار إنقاذ البلد من مهاوي الأزمات والإنهيارات التي يتخبط فيها منذ أكثر من سنة، وأهل الحكم غارقون في لعبة المناورات الفارغة.

وفي هذا الإطار إيضاً، جاءت زيارتي السفير السعودي والسفيرة الأميركية إلى بعبدا والتصريحات القوية، بوضوحها وحزمها، التي أطلقاها من منبر القصر الجمهوري بالذات، لتؤكد أن مواقف عواصم القرار العربي والغربي تقف إلى مساعي الإنقاذ الفوري للبنان، وتُدين بشدة العراقيل التي يضعها فريق العهد، وما يتفنن به من شروط تعجيزية، وخروج على النصوص الدستورية، وتعدٍ على صلاحيات موقع رئاسة الحكومة.

الكل يُلاقي بكركي في مواقفها الوطنية الأخيرة، في حين أن فريق العهد، الحزبي والإستشاري، يعيش في عزلة داخلية وخارجية تتفاقم مفاعيلها السلبية يوماً بعد يوم، دون أن يصحو ويرتدع!