بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الثاني 2020 06:41ص مطار بيروت حزين وينتظر شهر الأعياد!

حجم الخط
بموازاة التكهنات الأمنية المحيطة بمطار بيروت، تنعكس حالة البؤس والإحباط التي يمر بها لبنان على مختلف مرافق هذا المرفأ الجوي الحيوي، وكأنه يعيش حالة تضامن صامتة مع صنوه مرفأ بيروت، الذي دمره الانفجار الزلزالي الغاشم في ٤ آب الماضي.

في زمن التعبئة العامة والإقفال القسري، تستطيع الوصول إلى مطار رفيق الحريري بسهولة وخلال دقائق معدودة، لأن الحركة خجولة في مختلف المناطق، ولا حواجز أمنية لرصد مخالفات الحجر العام. وما أن تهم بالنزول أمام الباب الوحيد المفتوح حتى تُفاجأ باختفاء حشود الحمّالين الذين كانوا يتسابقون على سيارات المسافرين... وتدخل القاعة الكبرى للوصول إلى شُرطي مراقبة الجوازات، فتسمع صدى دعسات أقدامك نتيجة الفراغ والسكون المهيمنيْن على هذا المدخل الكبير الذي كان يعج بمئات المسافرين، والذي ذاع صيت العجقة فيه عامي ٢٠١٧ و ٢٠١٨. تصل إلى كونتوارات السفر فيستقبلك اختصار عدد العاملين والعاملات، بما يتماشى مع تراجع أعداد المسافرين بنسب تصل على بعض الوجهات إلى ٥٠ بالمئة. تتوجه إلى قاعات التفتيش حيث آليات المسح الجديدة، فتراها عاملة بنصف طاقاتها، وإحداها غافلة في أعطالها تحت الشادر الذي يغطيها.

السوق الحرة تعكس حالة الفقر التي انزلقت إليها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، حيث تراجعت المبيعات إلى أكثر من ٧٠ بالمئة، خاصة في قسم السجائر والسيكار الذي لا يعترف بسعر صرف منصة البنك المركزي ٣٩٠٠ ليرة للدولار، ويعتمد سعر السوق السوداء، أو التعامل بالكاش وبطاقات الإئتمان الصادرة خارج لبنان فقط !

أما جناح مبيعات الشوكولا وهدايا الأطفال فخالية على عروشها، وتكاد تقتصر معروضاتها على كمية بسيطة من أصناف الشوكولا الرخيصة، وكميات كبيرة من المشروبات الروحية ملأت بعض الرفوف، ووجودها هنا مستغرب وغير معتاد.

أما محلات المنتوجات اللبنانية من حلويات ونقولات وأصناف المونة فباقية في مواقعها، ولكنها تشكو قلة الحركة، التي تكاد تكون شبه معدومة.

في زمن الكورونا لا تتجرأ على الصعود إلى صالة الانتظار تجنباً للاختلاط، فتقضي الوقت المتبقي للصعود إلى الطائرة متجولاً في أروقة المطار، حيث تخترق الأمطار بعض القاعات، والممرات الكهربائية متوقفة أو معطلة لا فرق، وخدمة الأنترنيت بالكاد تلبي حاجات الركاب المنتظرين بقلق لحظة فتح باب الولوج إلى الطائرة.

مطار بيروت حزين ومحبط، وينتظر بفارغ الصبر عودة الحياة بعد رفع الحجر في شهر الأعياد!