بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الأول 2021 08:08ص هل الآتي أعظم من هذه الأيام السوداء؟

حجم الخط
لم يكن أحد يتوقع أن تنتقل حكومة «الإنقاذ معاً» بمثل هذه السرعة إلى واقع «التعطيل معاً»، بعد إنفجار الخلاف في مجلس الوزراء حول تنحية القاضي طارق البيطار، والصدام الذي حصل بين رئيس الجمهورية ووزير الثقافة القاضي مرتضى الذي أطلق تهديداته على طاولة مجلس الوزراء بإسم من يُمثل، أي الثنائي الشيعي.

 الشلل يلف جلسات مجلس الوزراء، بسبب مقاطعة الوزراء الشيعة إلى حين يتم تنحية المحقق العدلي البيطار، كما حصل مع سلفه القاضي فادي صوان. إعداد خطط الإنقاذ والإصلاح متعثرة، والوزراء المعنيون يظهرون وكأنهم في حالة ضياع، ولا يعرفون من أين يمسكون بطرف الحلول المنشودة.

 أزمة محروقات جديدة تلوح في الأفق من جديد، ولكن من نوع آخر، عبّر عنها السائقون العموميون بنزولهم إلى الشارع وقطع الطرقات، بسبب الإرتفاع الكبير في أسعار البنزين، وإنعكاساته السلبية على حركة النقل والإنتقال، وعدم قدرة أصحاب السيارات العمومية على تعبئة خزانات سياراتهم بالبنزين، مثل الألوف من الموظفين والمعلمين وأصحاب الدخل المحدود، الذين فضّلوا البقاء في منازلهم وعدم الذهاب إلى أعمالهم، لأن كلفة البنزين والإنتقال أصبحت تبلع الجزء الأكبر من رواتبهم.

 قد لا يكون بيد الحكومة التحكم بأسعار النفط العالمية ومضاعفاتها الضاغطة على الوضع اللبناني، ولكن من المفترض أن يكون أهل الحكم في لبنان قد بدأوا تنفيذ الخطوات التي من شأنها أن تساعد على فتح أبواب المساعدات، أو على الأقل تسعى إلى الحصول على كميات من المشتقات النفطية بأسعار تشجيعية من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، أو عبر مؤسسات دولية تساعد عادة في توفير الدعم للمحروقات، أو بعض المواد الحيوية الأخرى.

 البلد لا يتحمل هذا الشلل في السلطة التنفيذية، والذي ظهرت ملامحه على وجوم وجه رئيس الحكومة وهو خارج من قصر بعبدا بعد لقاء قصير مع رئيس الجمهورية صباح أمس.

 أخشى ما يخشاه اللبنانيون أن يأتي يوم يترحمون فيه على مثل هذه الأيام السوداء، … فهل الآتي سيكون أعظم؟!