بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الأول 2020 06:50ص هل ينجو البلد مع هذه المنظومة..؟

حجم الخط
بعض الناس إذا بصقت في وجوههم يعتبرون أن السماء تُمطر ماءً ! هذا هو واقع المنظومة السياسية في هذا البلد المظلوم، التي أجمعت دول الأرض على انتقادها ونبذها وحجب المساعدات عنها، بعد إدانتها بفشلها وعدم جديتها في إجراء الإصلاحات الضرورية في القطاعات المالية والمصرفية والخدماتية، لا سيما قطاع الكهرباء، ومع ذلك مازالت تُكابر في تعنّتها وتمسّكها بمصالحها الفئوية والشخصية على حساب المصالح العليا للدولة، والإعتبارات المصيرية لهذا الشعب المعذب.

من تصريحات المتحدث بإسم الرئاسة الفرنسية قبل يومين، إلى كلام الرئيس ماكرون في المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان، إلى القرارات التي خلُص إليها هذا المؤتمر، كلها حضت على نقاط ومواقف محددة أبرزها:

1- الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة بدون الطقم السياسي الفاسد لتكون قادرة على التعاطي مع الدول والمؤسسات المانحة.

٢- ضرورة وضع خطة متكاملة لمعالجة الإنهيارات المالية والإقتصادية، وإعادة تنظيم القطاع المصرفي، بما يُمكنه من إعادة أموال المودعين، واستعادة الثقة من الداخل والخارج.

٣- إطلاق ورشة إصلاحية جدية لمكافحة الفساد، وتحديد مسؤولية عمليات النهب التي تعرضت لها مالية الدولة في السنوات الأخيرة.

٤- إعتماد التدقيق الجنائي في البنك المركزي ومختلف وزارات وإدارات الدولة، لمعرفة مصير الأموال المنهوبة، والأسباب التي أدت إلى الإفلاس الحالي للخزينة، وعجز الدولة عن تسديد مستحقات اليوروبوند.

٥- إعادة هيكلة الإدارات الرسمية بما يؤدي إلى تخفيض الأعباء المالية على الدولة، وإلغاء المجالس والصناديق التي تحولت إلى بؤر للمحسوبيات وكل أنواع الفساد، المباشر منها وغير المباشر.

أهل الحل والربط ما زالوا يتجاهلون هذه النداءات، ويصمّون آذانهم عن سماع الإنتقادات، ويدفنون رؤوسهم في رمال الأزمات المتفاقمة، ويسلّمون إراداتهم لأصحاب القرارات الخارجية!

كيف يمكن أن ينجو لبنان ويخرج من دوامة الإنهيارات مع هذه المنظومة الحاكمة، في ظل هذا التواطؤ بين أطرافها على المحاصصة، وإخفاء مستندات الفساد، حتى لا تصل موس المحاسبة إلى رقبة أي واحد منهم؟

قرارات مؤتمر باريس وكلام ماكرون إدانة جديدة لفشل وفساد أهل السلطة والسياسة في لبنان!