بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2021 08:18ص وقدساه.. يا عرب!

حجم الخط
المواجهات الشرسة التي يخوضها أهالي القدس ضد الإعتداءات الإسرائيلية الوحشية، لا تعني الشعب الفلسطيني وحده، ولا العرب وحسب، بقدر ما يجب أن تكون مسؤولية المجتمع الدولي، والدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

هي حرب إبادة صهيونية عنصرية ضد الفلسطينيين، ومخطط إجرامي لاقتلاعهم من أرضهم التاريخية، وتغيير هوية المدينة المقدسة، والنيل من مقدسات المسلمين والمسيحيين، وجعلها عاصمة للدولة العبرية المغتصبة.

إمعان سلطة الاحتلال في الإفراط باستخدام القوة النارية ضد المصلين في المسجد الأقصى والسكان العزل في حي الشيخ الجرّاح، يُعتبر جريمة وفق معايير القوانين والمعاهدات الدولية، ويفرض إنزال أشد العقوبات ضد دولة الإحتلال التي ضربت عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي تمنع تغيير المعالم التاريخية للأراضي المحتلة، خاصة المنشآت والمباني التراثية والأثرية.

هي وصمة عار على جبين الدول الغربية التي تدّعي الدفاع عن حرية الشعوب والديموقراطيات في العالم، لأنها تشيح بوجهها عما يجري في القدس من اعتداءات عسكرية سافرة ضد شعب أعزل، يرفض سياسة القمع والإرهاب المنظم التي تمارسها الدولة الإسرائيلية، وكأن المطلوب هو استسلام هذا الشعب الجبار لجلاديه المحتلين الصهاينة.

ما يجري في القدس من قتل وقمع واعتقالات عشوائية ضد المدنيين، يفوق عشرات المرات ما جرى في ميانمار على أيدي العسكر ضد المتظاهرين، حيث هبّت الدول الكبرى إلى تحريك مجلس الأمن لإتخاذ الإجراءات الرادعة ضد السلطة الانقلابية التي كانت تُنكل بمعارضيها من المدنيين العزل.

أما محاولات تل أبيب إضفاء الطابع الديني، وكأنه صراع بين المسلمين واليهود في المواجهات المحتدمة في باحات المسجد الأقصى، وإشراك المستوطنين المتطرفين في معارك الكر والفر مع الفلسطينيين، فهو من نوع ذر الرماد في عيون الرأي العام الدولي الذي يظهر تعاطفاً متزايداً مع الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه وحقوقه المشروعة في دولة فلسطينية مستقلة.

ولكن من المحزن فعلاً أن تكون ردود الفعل العربية، أقل بكثير من حجم المعركة المصيرية التي يخوضها الفلسطينيون باللحم الحيّ وبصدورهم العارية ضد أعتى آلة عسكرية وحشية في العالم.

وقدساه... يا عرب... يا أهل النخوة والكرامة... مسلمين ومسيحيين!