بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2021 12:01ص انفجار قسطل رأس النبع يثير تساؤلات عن جهوزية الشبكة ودعم سد جنّة على حساب تأهيلها

حجم الخط
أثارت حادثة انفجار قسطل مياه الشفة في شارع محمّد الحوت في رأس النبع مخاوف وتساؤلات حول سلامة وجهوزية شبكة مياه الشفة في كل بيروت وإمكانية تكرار المشهد في أكثر من منطقة في العاصمة.

وفي التفاصيل أنه عند الساعة الثالثة والربع من فجر يوم الخميس استفاق أهالي رأس النبع على انفجار قسطل مياه الشفة العائد لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان في الطريق العام نتج عنه انخساف كبير وحدوث حفرة كبيرة وتدفق المياه إلى مبنى فليفل حيث غمرت المياه المواقف السفلية وغطت بشكل كامل عدداً من السيّارات المركونة داخلها، وبناء على توجيهات محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود تحرّكت الدوائر الفنية في البلدية بالتعاون مع فوج إطفاء بيروت حيث عملت على معالجة المشكلة مبدئياً وسحب المياه من الموقف واتخاذ تدابير منع المرور والسلامة العامة.

وفي وقت لا حق تفقد المحافظ عبود المكان واطلع على سير العمل في موقع الحادث مؤكداً ان القسطل الذي انفجر لا علاقة لبلدية بيروت به وهو قسطل مياه شفة تابع لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان وهو قديم عمره مائة سنة وأن البلدية عالجت حوادث مشابهة في ثلاث مناطق في بيروت وانه من الضرورة تأهيل شبكة مياه الشفة في بيروت لأنها مهددة بالانهيار بسبب غياب الصيانة.

رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب نزيه نجم أجرى سلسلة اتصالات بالمعنيين المتابعة موضوع انفجار القسطل شملت وزير الطاقة ومدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، طالباً إتمام الصيانة والإصلاح ورفع الضرر فوراً وتقديم التعويضات العادلة للعائلات والسيارات المتضررة.

عضو مجلس بلدية بيروت المهندس محمد سعيد فتحة أوضح لـ«اللواء» أن بلدية بيروت أهّلت الشارع بالكامل لجهة البنى التحتية وأن القسطل الذي انفجر تابع لمياه الشفة، أي فمن صلاحيات مؤسسة بيروت وجبل لبنان وانه خلال ورشة البلدية لتأهيل الشارع في وقت سابق استبدلت بعض القساطل جزئياً حيث ان البلدية ارسلت كتاباً للمؤسسة في حينه وتسبب تأخر المؤسسة في المعالجة تأخير العمل 8 أشهر.

أضاف فتحة: أنه هناك أعطال وعيوب في شبكة توزيع المياه في بيروت عموماً مما يؤدي الى هدر كبير في المياه والتي تحتاج بيروت إلى كل قطرة منها مما يحتم القيام باستبدال المهترئ وإصلاح المعطل بأسرع وقت ممكن، مبيناً ان هناك سوء تنسيق يحصل عند أعمال تأهيل الشوارع من الإدارات والوزارات المعنية، فعلى سبيل المثال حين يتم تأهيل شارع الرئيس رشيد كرامي في فردان تم إرسال كتاب من البلدية إلى مصلحة المياه لتجديد الشبكة، الا انه بقي من دون جواب، وللأسف تفاجأنا انه بعد مرور سنة على انتهاء الأعمال قامت مصلحة المياه بحفر الشارع لتغيير القساطل، مما يُؤكّد عدم سلامة التنسيق بين الإدارات.

رئيس رابطة أهالي رأس النبع الاجتماعية عبد الودود النصولي أكد ان أهالي المنطقة تفاجأوا بحجم الكارثة التي حصلت وخصوصاً ان الرابطة كانت طلبت في مرحلة سابقة من بلدية بيروت تأهيل البنى التحتية لشوارع المنطقة كونها كانت مهملة منذ اندلاع احداث عام 1975، وقد قامت البلدية بتلزيم التأهيل، وانجزت أعمال الورشة ولكن يبدو ان التنسيق غائب بين الإدارات المختصة وشبكة مياه الشفة لم تنل العناية الكاملة، وكما هو معلوم فإن منطقة رأس النبع مشهورة بمياهها الجوفية وبالتالي تحتاج إلى نوعية أعمال وكذلك قساطل وشبكة مدروسة لتأمين استمرار عملها والأمر نفسه ينطبق علي شبكة المجاري حتى لا تختلط المياه الآسنة بالمياه الجوفية.

أضاف النصولي: أهالي المنطقة يعلنون تضامنهم مع سكان مبنى فليفل ويناشدون الجهات المعنية لمعالجة الاضرار والتعويض عليهم واتخاذ القرار الفوري باستبدال القساطل القديمة كافة لكي لا تتكرر الحادثة.

وختم النصولي: العناية الإلهية جنّبت سقوط ضحايا والمطلوب المعالجة الفورية واتخاذ إجراءات إضافية، منها اجراء مسح للأبنية وخصوصاً التي تغص بالعمال الأجانب لأن الأبنية التي يقطنونها بشكل غير قانوني تغيب عنها الصيانة بالكامل وأي حادث مماثل قد يجعلها تنهار.

الأوساط البيروتية ومواقع التواصل الاجتماعي تساءلت عن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان وعن دورها في توفير تبديل الشبكة ومعالجة الأعطال، متوقفة عند الحديث الإذاعي لمدير المصلحة المهندس جان جبران الاخير والذي قال فيه: ليس لدينا الامكانيات لتأمين التوزيع العادل ولا اجراء كل الصيانة المطلوبة ولا المحروقات، وإن السؤال الذي يوجه له لِمَ ضيّعت الامكانيات وصرفتها بمئات ملايين الدولارات لدعم سد جنة على حساب المصلحة وبيروت وجبل لبنان.

ودعت الأوساط البيروتية المؤسسة إلى المبادرة الفورية لتأهيل الشبكة وفتح تحقيق ووضع دراسة شاملة لواقع الشبكة منعاً لتكرار حوادث مشابهة وللاستفادة من المياه المهدورة والتي أصبح المواطن يدفع ثمناً مرتين مرّة للمؤسسة ومرة للصهاريج، وسط غياب مطبق من المعنيين والمسؤولين عن هذا القطاع.