بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2017 12:05ص أحدب نوتردام !

حجم الخط
تُعتبر الحقيبة المدرسية في نظر التلامذة والأهل والمربّين والأطباء مشكلة كبيرة، إذ يتراوح وزنها ما بين عشرة إلى خمسة عشر كيلوغراماً (وأحياناَ أكثر)، وبمعنى آخر تقارب أو تتجاوز ثلث وزن جسم بعض التلامذة.
أدخل المنهاج الجديد نظام الفترة الدراسية الواحدة ومواد تعليمية عديدة إلى البرنامج العام ما استدعى أنْ يحمل التلميذ كتباً كثيرة. كما عمدت بعض دور النشر إلى إيجاد بدعة كتاب الدروس وكتاب التمارين وكتاب الفروض، فأصبحت لكل مادة ثلاثة كتب، إضافة إلى ما يحمله التلميذ من الدفاتر والقرطاسية والطعام وقنينة الماء.
ونرى التلاميذ يحملون الحقائب المدرسية الثقيلة بطرق غريبة، فهذا يجرّها وراءه، وذاك يثبّت أحد الأحزمة على جبينه ويترك الحقيبة تتأرجح خلف رقبته، وذلك يحملها على كتفيه، وقد أدّى به عدم التوازن في توزيع الحمل إلى أن يسير وهو يترنح يُمنة ويسرة.
وينبّه أصحاب الاختصاص إلى ضرورة امتناع الطفل عن حمل أكثر من عشرة بالمئة من وزنه، وإلى خطورة أنْ يحمل الولد 4 إلى 6 كلغ دفعة واحدة لأنّ ذلك يؤثر سلباً على مفاصله وظهره، ويحذّرون من آثار ثقل الحقيبة المدرسية على العمود الفقري للأطفال والتسبّب في انحنائه خاصة عند صعود السلالم، حيث إنّ معظم مدارسنا تتألّف من طبقات عدّة، كما تترك أحزمة الحقيبة علامات حمراء على جلد الولد. 
ويؤكد أصحاب الاختصاص أنّ 45% من تلامذة المرحلة الإبتدائية يعانون من آلام الرقبة و60% يشكون آلاماً في الظهر والأكتاف، هذا إذا تجاوزنا مشكلة جلوس التلاميذ على المقاعد الدراسية بطرق غير صحية.
مستقبلاً قد يتوفّر جهاز كمبيوتر على طاولة كل تلميذ، وتتحوّل الكتب إلى وسائل متوفّرة على CD أوDVD ، وحتى يتحقّق ذلك الحلم في لبنان فإن من الحلول المجتزأة التي يمكن اللجوء إليها إقناع جميع إدارات المدارس بإبقاء الكتب في المدرسة ونقل الضروري منها يومياً، وإمكانية تجزئة الكتب إلى أجزاء متعدّدة، واتباع الجدول الدراسي عبر اختيار المناسب من الكتب والدفاتر التي يحتاج إليها التلميذ يومياً، واستخدام الحقائب التي تسير على إطارات (دواليب) فيمسكها التلميذ ويجرّها وراءه (إذا وُجِدَتْ الأرصفة أو أمكن استعمالها) وأيضاً في حال سمحت إدارة المدرسة باستعمالها (بعضها يخاف على البلاط أكثر من التلامذة!)، وللقادرين ... يُحبّذ استئجار حمّال (عتّال) يرافق التلميذ يومياً!
إنّ مشكلة الحقيبة المدرسية تعني الجميع، ومطلوب المسارعة إلى إيجاد حلّ لها، وإلاّ أصبح في كل بيت «أحدب نوتردام»!