بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2017 12:04ص الحب أساس في ديننا

حجم الخط
كثير من علمائنا حين عرّفوا الإنسان السوي الذي يتمتع باستقرار فكري ونفسي واجتماعي قالوا بأنه الإنسان الذي حقق التوازن بين عقله المدرك وقلبه المحبّ وجسده السليم، مما يعني أن مفهوم الحب في الاسلام أشبه بالإطار العام الذي على الإنسان بكل حركاته وتصرفاته وقراراته على ألا يخرج منه، ولذلك اعتبر كثير من علماء النفس أنه الإنسان الذي لا يجد حاجة إلى أن يُحِب أو يُحَب يعاني من خلل في إنسانيته..؟!
ولكن هل هذه الكلمة المكونة من حرفين تشير كما يفهم كثير «البسطاء..؟!» فقط إلى طبيعة العلاقة بين رجل وامرأة ..؟! 
بالطبع لا .. لأن بالإسلام يعتبر الحب شعورا كاملا وعاما وشاملا، أي أنه تلك  الأحاسيس الراقية التي تنبع من قلب سليم حقق التصالح مع خالقه أولا ومع دينه ثانيا ومع نفسه ثالثا ومع المجتمع من حوله رابعا ، وبالتالي من لم يستطع تحقيق هذه العلاقة الترابطية لن يكون قادرا على أن يشعر بالحب أو أن يعطي الحب.
والإسلام الحنيف من خلال القرآن الكريم  والسنة النبوية الشريفة بيّن لنا أن الحب هو أصل كل خـُلق فاضل، ولذلك من غير الممكن أن يكتمل إيمان الإنسان إلا إذا تملك الحب بهذا المفهوم بقلبه وروحه ونفسه وتصرفاته..
فالإنسان لا يستطيع أن يشعر بنعمة الحياة وحلاوة الإيمان ولذة العبادة وفضل الله عليه إذا خلا قلبه من الحب، بل أقول أنه لن يكون حيا.. إذا فقدت مشاعر الحب من قلبه ومن أفعاله وأيضا من إيمانه...!؟
إن الإسلام يعني الحب والإيمان قائم على الحب وحتى عباداتنا أصل القيام بها هو الحب، وأول خطوة نحن مطالبون بها هي تصحيح مفهوم الحب.. وكفى على ما نقول دليلا قول النبي عليه الصلاة والسلام: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا).. وأيضا قوله: (لا يُؤْمِن أَحَدكُمْ حَتَّى يَكُون هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْت بِهِ)..
وصدقوني... ما عمل هؤلاء الذين يصرّون على تصوير الدين خاليا من المشاعر ومن الأحاسيس النبيلة ومن العلاقات الإنسانية الراقية إلا انعكاس لتشوه نفسي استوطن داخلهم فانعكس سوءا وتشويها على كل تصرفاتهم..؟!

bahaasalam@yahoo.com