بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الثاني 2021 12:00ص دعوات تحذيرية من سوبرمان الشاذ: فكر خبيث يستهدف تدمير الأخلاق

حجم الخط
أعلنت الدار الناشرة لسلسلة سوبرمان أنه سيكون شاذ جنسيا في أحدث حلقات الشرائط المصورة الشهيرة، حيث تربطه علاقة عاطفية مع صديقه المقرّب وفقا لما سيصدر في الكتاب المصوّر الجديد المرتقب صدوره.

هذا الأمر أُثار ردود فعل كثيرة من قبل عدد من البلاد وخاصة العربية والإسلامية التي استنكرت الترويج للفكر الشاذ في أوساط أطفالها ونشر ما يهدّم القيم والمُثل العليا.

ففي مصر، حذّر الدكتور محمد محمود حمودة، استشاري ومدرّس الطب النفسي بطب الأزهر، من الأمر وقال إن الأطفال لا يجب أن يشاهدوا هذه المواد الكارتونية التي تروّج لفكرة «الشذوذ»، مشدّداً على أهمية التوعية بتلك الظاهرة للأطفال.

وأضاف خلال مداخلة تلفزيونية أن الطفل يجب أن يعلم بأن «الشذوذ» أمر مخالف للفطرة والطبيعة البشرية، منوّها إلى أن الأطفال يرتبطون بالأبطال الخارقين، متابعاً: «المشكلة التي تواجهنا أن الطفل لو شاهد المواد المروّجة للشذوذ فالأمر يختزن في عقله الباطن، وهو ما قد يسترجعه بعد البلوغ، ولذلك يجب منع الأطفال من مشاهدة تلك المواد».

وأكد أن للشذوذ اختيار وطريقة تربية، قائلًا إن وجود الأب وتوحّد الطفل مع والده يجعله يرغب في تقليد الأب في كل التصرفات ومنها الانجذاب للجنس الآخر «السيدات»، نافيا مقولة ولادة شخص شاذ بفطرته.

آراء متنوّعة

{ السيدة منى بزي قالت: ان ابنها البالغ من العمر سبع سنوات لديه حب كبير لشخصية سوبرمان الرجل الشجاع، حتى انه في الحفلات التنكرية يرتدي زي سوبرمان... ولكن بعد ما سمعته عن شخصيته الجديدة سأحاول قدر الإمكان أن أبعده عن مشاهدته لأن يُشكّل هدم للقيم الأخلاقية التي تربّينا عليها.

{ السيد علي جمعة قال: في طفولتي كان سوبرمان البطل الخارق النبيل الذي يدافع عن الضعفاء وكنت أجد متعة في شراء المجلات، أما نسخته الجديدة وتحوّله إلى رجل شاذ فهذا الأمر لا ينطبق مع أخلاقنا. وتساءل أي قيم ستتربّى عليه الأجيال الجديدة، ولا أسمح لأولادي بمشاهدة فيلمه أو شراء قصصه.

مزوق

وفي هذا الإطار، يعلّق أمين الفتوى في دار الإفتاء الشيخ وسيم مزوق على هذا الموضوع بالقول: يقول حبيبنا محمد «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، الأهل سواء الآباء أو الأمهات يجب عليهم شرعاً أن يتابعوا تربية أبنائهم في كل الأوقات وفي مختلف مراحل حياتهم، فالمسؤولية كبيرة عليهم حيث ان أبناءهم أمانة في أعناقهم ليس فقط أن نهتم بمدرستهم وجامعتهم ولباسهم، بل أن نهتم أيضاً في سلوكهم وتعاملهم وأخلاقياتهم خاصة منذ الصغر لأن «العلم في الصغر كالنقش في الحجر».

وأضاف: ونحن اليوم كما لا يخفى على أحد ان الإنترنت والـ «يوتيوب» والرسوم المتحركة دخلت إلى بيوت جميع النّاس وإلى عقول وأفكار أطفالها منذ الصغر، فإذا بكى الولد مباشرة يتم إسكاته بإعطائه الهاتف فيدخل إلى الـ «يوتيوب» أو تقوم الأم بتشغيل التلفاز وتضع له بعض المحطات التي تعرض البرامج الخاصة بالأطفال، ولكن من يدير هذه المحطات ومن يضع هذه البرامج الكرتونية التي للأسف في الغالب تبث الحب والغرام والمثلية بين أبنائنا، لأن هذه البرامج مبعوثة وموجهة من أعداء الإسلام وأعداء الأخلاق الحميدة، حيث ينشرونها بواسطة بعض البرامج التي يحبها الأطفال، منها سوبرمان بنسخته الجديدة التي تنافي الأخلاق حيث يظهر انه لديه عشيق ذكر لينشروا المثلية وليتعوّد الأطفال منذ صغرهم على ذلك، فإذا قيل للولد هذا مخالف للدين والأخلاق فيستغرب لأنه نشأ على الباطل بمثل هذه المشاهدات ولأنه اعتاد على ذلك، ولم تكن الأم أو الأب يتابعان أبناءهم ماذا يشاهدون، وماذا يحضرون على التلفاز أو على الـ «يوتيوب»، ولكن للأسف كان همّهما أن لا يسمعا صوت الولد وهما يقعدان على النارجيلة أو الـ «واتس آب» أو يشاهدون التلفاز في غرفة أخرى وهما لم يعلما انهما يخسران الأبناء.

وتابع قائلاً: بالله عليكم علينا أن نعود إلى الله، أن نعمل إلى تحمّل المسؤولية والأمانة التي أودعها الله في رقاب الآباء والأمهات، فان صلح الأبناء منذ الصغر أنشأنا أجيالاً صالحة ومجتمعاً صالحاً خالياً من المثلية والفواحش الأخرى، فعسى الله أن يرفع عنا البلاء والوباء والغلاء الذي نعيشه في لبنان ومن أسبابه الفساد الأخلاقي والاجتماعي إضافة إلى الفساد السياسي الذي لا يخفى على أحد.

وختاماً أقول للأهالي طوبى لكم ان أحسنتم تربية أبناءكم وصبرتم على ذلك عسى أن تكونوا من أهل حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله من ثلاث - ذكر منها - ولد صالح يدعو له».

شكر

وفي هذا الإطار، تقول الاخصائية الاجتماعية - التربوية عبير شكر انه كثيراً ما يتأثر الأطفال بشخصيات الأفلام الكرتونية التي يشاهدونها باستمرار خاصة في فترة الطفولة حيث يكون خيال الطفل واسعاً وتتطوّر لديه محاولات تقليد التجارب والحركات التي تقوم بها الشخصيات الكرتونية التي يتأثر بها.

وتابعت: فمن الممكن أن تكون أفلام الكرتون والقصص الخيالية الموجّهة الى الأطفال خطراً حقيقياً عليهم.

وهذه الخطورة تكمن بأنها تصدر عن مجتمعات تختلف عن المجتمع الذي يعيش فيه الطفل كما سيحصل في فيلم سوبرمان الجديد الذي يروّج لفكرة «المثلية الجنسية» إذ سيصبح لسوبرمان عشيق ذكر وهذا ما يتنافى مع أخلاقنا وعاداتنا وقيمنا.

فالشخصيات الكرتونية تؤدي إلى تقليد الأطفال لها حتى لو كانت هذه الشخصية تجسّد عادات سيئة، وبما ان سوبرمان هو القدوة للكثير من الأطفال والأولاد قد يشجعهم على تطبيق السلوكيات والعادات السيئة.

واختتمت قائلة: ان الموضوع مهم وخطير، ويحتاج إلى توعية من قبل المؤسسات المعنية بالأسرة والطفولة، وكذلك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، من خلال التوعية، ويجب أيضاً أن تكون هناك رقابة ذاتية من الأهل على الأفلام التي يشاهدوها أطفالهم، والابتعاد عن الأفلام التي تتنافى مع الدين والأخلاق واختيار أفلام تربوية هادفة تعلّم الطفل الصفات النبيلة والأخلاق الحسنة والمستقيمة.