بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2022 12:00ص سينما الشعب في مصر نحتاج صورة عنها في بيروت

حجم الخط
لا نعتقد أن أحداً - ونكاد نقول بالمطلق - لا يريد الذهاب إلى صالة سينما لمشاهدة الفيلم الذي يريده على الشاشة الكبيرة، فيرى نجمه أو نجمته المفضلة بالحجم الكبير العملاق ويسمع الحوارات صافية مجسّمة وتصله الموسيقى كما سجلت بأدق أجهزة الصوت عدا عن أن الصورة تكون برّاقة تفتح شهية العين والقلب على المشاهدة والتمتع.
لكن هذه الأيام لا يذهب كثيرون إلى الصالات لأن بدل الـ 150 ألف ليرة ما عاد مريحاً للرواد، كما أنه لا يُعادل ما تتكلفه إدارات الدور من مصاريف كهرباء وخدمات متنوعة، بما يعني أن الظروف المادية ليست مؤاتية لكي تعود الحركة كما كانت في المجمعات السينمائية المختلفة، وإن كانت بعض الصالات رضيت ببطاقة الـ 130 أو الـ 120 ألف ليرة لكن هذا البدل لم ينفع هو الآخر والبديل جاهز في المشاهدات المنزلية عبر المنصات الإلكترونية، وشبكات الإشتراك الشهري الرمزي، أي بشكل أوفر بكثير مادياً.
وصودف أن القاهرة، وهي ليست أم الدنيا فقط، بل هي أم السينما العربية ويكاد عمر السينما فيها يقارب عمرها العالمي، تعيش صالاتها أجواء صالاتنا بفعل الأزمات الإقتصادية العالمية وإنعكاسها على أوضاع منطقتنا، وبالتالي فإن أسعار بطاقات الدخول إلى الدور ليست مناسبة للجميع، مما جعل وزارة الثقافة تدخل على الخط وتبتكر ما سمّته: سينما الشعب، متعاونة مع الشركة المتحدة - سينيرجي - تامر مرسي، بموجب بروتوكول طويل الأمد يوفر صالات سينما شعبية ببدلات إستهلاكية مقبولة بحيث يدفع الرواد 20 أو 25 جنيهاً فقط بدل الـ 120 جنيهاً أو 150 بدل التذكرة، وتم حتى الآن تأمين 12 صالة لإستقبال الرواد فيها، على أن تصبح 18 صالة مع حلول العام الجديد 2023. وقد أكدت وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني أن الخطة ستشمل كل المناطق والنجوع في القطر المصري خصوصاً المناطق المحرومة تماما من نعمة الصالات.
نعرف أن ليس بالإمكان فعل الكثير في هذا المجال في بيروت، لأن الأمر مرتبط بالمستوى المعيشي الجديد الذي نعيشه منذ أعوام ويربطنا بالدولار بينما نهبت البنوك كل مدخراتنا، لكنه الأمل بأن نُعيد الحراك الذي كانت عرفته بيروتنا المدينة التي فيها أكبر عدد من الصالات وأفضلها تجهيزاً في المنطقة قياساً على عدد السكان.