بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 نيسان 2021 12:01ص موائد «اللواء» الرمضانية: مسيرة عبد الغني سلام مستمرّة

تسليم وجبة الإفطار تسليم وجبة الإفطار
حجم الخط
إفطار الصائم في رمضان هو العطاء الأمثل والأجمل والأحب إلى الله سبحانه وتعالى، حين يقوم القادر بمدِّ يد الخير البيضاء إلى فقراء معدومين حرمتهم الضائقة الاقتصادية الحادّة من تأمين قوتهم في هذا الشهر المبارك..

وليس ثمّة ثواب أجزل عند الله بعد فروض العبادات في شهر رمضان من إطعام الصائم وخصوصاً إذا كان هذا الصائم فقيراً معوزاً لا يملك ثمن طعامه وشرابه على مائدة الإفطار.. فإذا بهم يأتون أفواجاً إلى موائد الرحمن التي أسّسها عميد «اللواء» الراحل الكبير عبد الغني سلام منذ عقود، واستمرّت بعد وفاته إلى يومنا هذا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرُّ بها وطننا.

ونظراً للأوضاع الصحية الصعبة وتفشي وباء كورونا ولكي لا تتوقف هذه المكرمة العزيزة، بادر رئيس تحرير جريدة «اللواء» الأستاذ صلاح سلام وأسرة الجريدة إلى دعوة المحتاجين لاستلام وجبات إفطارهم من موائد الرحمن في مسجد الفاروق عمر بن الخطاب الإسلامي غروب كل يوم.


الانتظار لبدء عملية التوزيع


موائد الخير

عند الساعة الرابعة من بعد ظهر كل يوم، تُفتح أبواب مركز الفاروق الإسلامي، وتبدو كخلية نحل لاستقبال صائمين لبنانيين ومن مختلف الجنسيات العربية والإسلامية للحصول على وجبات إفطارهم المليئة بالأطباق الشهية، ودون تمييز بين إنسان وآخر مهما كانت جنسيته أو مذهبه.

وللمساجين حصة من موائد الرحمن، حيث تُرسل لهم الوجبات الساخنة الموضّبة في علب بلاستيكية الى سجن رومية، والتي تحضّرها مجموعة من السيدات المتخصصات في طهي الطعام مع مراعاة كامل النظافة في تحضير وجباتهم.

شكر وامتنان

وخلال جولتنا على مركز الفاروق الإسلامي التقينا بالعديد من الأفراد الذين يأتون يومياً إلى المركز لاستلام وجبات إفطارهم.

{ الحاجة «آمنه ط.» من بيروت تقصد موائد الرحمن منذ سنوات عديدة، عندما كان يتناول الطعام في القاعة، ولكن اليوم وبسبب كورونا تأتي من منطقة رأس بيروت يومياً حاملة العلب لتعبئتها من الموائد والتي تتضمن ألذ وأشهى المأكولات، مثنية على خدمة المشرفين على التوزيع والذين يستقبلونها ببشاشة الوجه، لافتة إلى ان هذه الموائد خفّفت عنها الكثير من المالية وخصوصاً في هذه الظروف المعيشية الصعبة والغلاء الفاحش، شاكرة القيّمين على هذه الموائد.

{ أما الشاب «أحمد ح.» من اللاجئين السوريين والذي يعمل ناطوراً في إحدى الأبنية المجاورة للمركز، فيقول: أشكر القيّمين على هذه الموائد التي أقصدها كل يوم لأحصل على وجبة إفطار لي ولعائلتي المكوّنة من سبعة أشخاص، ولولا هذه المبادرة الكريمة لا أدري ما كان سيحلّ بي إذ راتبي لا يكفي لشراء الحليب لأطفالي، منوّهاً بالحفاوة والكرم التي كانت تسود هذه الموائد قبل جائحة كورونا وما زالت بعدها، وترحّم بالدعاء لمؤسس هذه الموائد ولسان حاله «إن شاء الله تكتب له هذه الأعمال في ميزان حسناته».


تحضير الإفطار تصوير: محمود يوسف


علاقة وثيقة

وفي هذا الإطار التقينا رئيس مسجد ومركز الفاروق الإسلامي الشيخ أحمد البابا ليحدثنا عن العلاقة التاريخية التي تربط موائد الرحمن بمركز الفاروق الإسلامي، فقال: مما تعوّدت أن تقوم به جريدة «اللواء» الغرّاء ومنذ عهد مؤسسها وعميدها المرحوم عبد الغني سلام من بادرة موائد الرحمن الكريمة التي بقيت طول عهده وتوالت بوجود الأفاضل أهل الشهامة والمروءة من بعده على يدي الأستاذ صلاح سلام الذي بادر إلى متابعة هذه المكرمة الرمضانية المهمة وهذا ان دلَّ على شيء فإنه يدلّ على الفضيلة المترسّخة في أفراد هذه العائلة الفاضلة الذين بذلوا وضحّوا في هذه الأيام الكريمة لتلبية حاجيات المحتاجين من الفقراء والمساكين وإطعامهم في يوم ذي مسغبة كما هي حال الناس في هذه الأيام التي توالت عليهم النكبات وأصابتهم بلقمة عيشهم، فجاءت هذه المكرمة لترفع عنهم كواهل الجوع والحاجة.

إن موائد الرحمن التي تقام طيلة شهر رمضان في مسجد الفاروق الإسلامي أصبحت أمراً تراحمياً مهماً للفقراء والمحتاجين.