بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2023 12:00ص الصدمة النفسية وتأثيرها على صحة المصاب بعد الحروب

حجم الخط
في أواخر تشرين الثاني 2023، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الأوضاع في غزة نتيجة الحرب الدائرة وقالت أن الوضع يستعصي على الوصف وأشارت إلى الأثار والعواقب النفسية طويلة الأمد على الناجين والأسر. إن ما يحدث لغزة من عدوان عسكري صهيوني غاشم ووحشي، وتشمل آثار الحرب الأضرار الجسدية والنفسية طويلة الأمد على الأطفال والبالغين، فضلاً عن الفقر وسوء التغذية والإعاقة والتدهور الإقتصادي، والأمراض النفسية والإجتماعية، وأبرز تلك الأمراض النفسية ناجم عن صدمة الحرب. إن أي تجربة مؤلمة تنجم عن صراع عسكري تعتبر صدمة حرب، ويمكن أن تشمل تلك التجربة أحداث تهدد حياة الشخص كالتعرّض للقصف أو التعرض للإصابة الخطيرة أو الإعتداء الجنسي .... وجميع صدمات الحرب يمكن أن تؤدي إلى إضطرابات الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) . وفي مقالة علمية عن صدمة الحرب كتب الدكتور جيمس جاكسون خبير الصدمات وأستاذ الطب النفسي في مركز فاندر بيلت الطبي في الولايات المتحدة ، إن أسباب صدمة الحرب تشمل:أن يشهد الشخص اندلاع حرب ، أن يكون منخرطاً في تجربة قتالية مباشرة، أن يتعرّض الشخص لمظاهر العنف كرؤية قتلى وجرحى ومشوّهين، إلحاق الشخص الألم بشخص آخر وقتله، إعطاء الأوامر التي تؤدي إلى إلحاق ألم بالآخرين أو موتهم. ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإنّ 22.1 بالمائة أي واحد من كل خمسة من الأفراد الذين تأثروا بالمحن في الأشهر الـــ 12 الماضية يعانون من اضطرابات نفسية، 13 في المئة يعانون من الأشكال الخفيفة من الإكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، و4 بالمئة يعانون من الأشكال المتوسطة، و5.1 بالمئة يعانون من إضطرابات شديدة مثل الفصام، والإضطراب ثنائي القطب والإكتئاب الشديد والقلق الشديد، واضطراب ما بعد الصدمة الشديدة وبالتالي يعاني 9.1 في المائة (حوالي 1 من كل 10) من إضطراب عقلي شديد الخطورة يمكن أن يضعف قدرتهم على العمل والبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارىء. يقول الدكتور بروك تشيزوم استشاري علم النفس السريري مؤسس منظمة علاج الصدمات الدولية والعضو في جمعية الصدمات النفسية في المملكة المتحدة، قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن صدمة الحرب، وفي الغالب تظهر معايير تشخيص إضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء بمقدار الضعف مقارنةً بالرجال، كما تلعب عوامل أخرى دوراً هاماً أيضاً بما في ذلك أن يكون الشخص قد تعرّض لأحداث مؤلمة ذات طبيعة شخصية مثل النيران الصديقة أو الإعتداء الجنسي . ويشرح الدكتور خالد سعيد المستشار الإقليمي لأمراض الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية قائلاً، يعاني معظم الأشخاص المتأثرين بحالات الطوارىء من مشاكل عديدة مثل مشاعر القلق والحزن واليأس وصعوبة النوم والتعب والتهيّج او الغضب، ومن المتوقّع أن يتضاعف معدّل انتشار الإضطرابات النفسية الشائعة مثل الإكتئاب والقلق خلال الأزمات الإنسانية. كما أن هناك أسباباً أخرى من الشخص أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات نفسية أثناء الحرب مثل أن يكون قد تعرض لأحداث أو صدمات شديدة كخسارة أفراد الأسرة المقرّبين أو سبل عيشه بأكملها أو أن يكون قد شهد فظائع من قتل وتشويه، أو أن يكون الشخص لديه إعاقات أو إضطرابات جسدية أو عصبية أو عقلية شديدة موجودة مسبقاً.