بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 حزيران 2023 12:00ص 5 حزيران 1967 والعِبَر المستفادة..

حجم الخط
من المفارقات أن تاريخ 5 حزيران/ يونيو عام 1967 صودف يوم إثنين، وهو بعد 56 عاماً أيضاً اليوم نفسه، أي اليوم.
نعم هو تاريخ صعب ومحبط للعرب في وجه إسرائيل وخصوصاً أنه حصل في حياة وقيادة الزعيم العربي جمال عبد الناصر، وطالت تداعياته سورية والأردن وفلسطين إضافة إلى مصر.
خسائر كبيرة تمدّد خلالها الإحتلال الإسرائيلي في حرب خاطفة دعم فيها الغرب إسرئيل لكسر شوكة العرب، مما تسبب في فوضى عارمة وخلط أوراق وإستنفار طاقات عربية كثيرة لمواجهة نتائج هذا العدوان.
لكن لماذا نتناول هذا الموضوع في صفحتنا السينمائية؟..
بكل بساطة لقياس مدى الدرس الذي تعلّمناه من هذه المكيدة وكيف إنعكست في السينما أو المسلسلات على حد سواء. ورغم أن الحصيلة الفنية مهينة كتاريخ الحدث الكبير، إلّا أن عدم التطرق إلى مفاعيلها أفضل طالما أننا ببساطة لا نعرف كيفية التغنّي بإنتصاراتنا وهي نادرة في كل حال، فكيف بالتالي علينا إنتظار الفرج من نكساتنا.
غريب أمر مرجعيات الإنتاج السينمائي التي تُعيد سبب عدم التطرق إلى قضايا أمنية وسياسية إلى الرقابة على المصنفات الفنية التي أعلنت أكثر من مرة أنها مسؤولة عن توصيل المعلومات بصدق وشفافية إلى الشعب المصري ومن ثم العربي لذا تضع حدّاً فاصلاً بين خيال السينمائي وواقع الحال في المجتمع العربي منعاً لأي إختراق إسرائيلي على مستوى المعلومة وتواريخ حصول بعض المحطات الأساسية في المواجهة المفتوحة معه.
إذن هناك محاذير تبدو في الغالب وهمية تتسبب في غياب التغطية السينمائية بالإفصاح أو التلميح، وتقتصر عملية الحضور على حوارات قليلة تنمّ عن تساؤل مشروع حول غياب التغطية لمحطات مصيرية في مسيرة الشعب العربي حتى وإن كانت سلبية الصور فالمهم هو العبرة التي نفوز بها إثر تداعيات الأحداث ولتكن واردة في أعمال تنفذ للشاشتين بدل أن نقدّم من وقت لآخر أعمالاً تمجّد إنتصارات وتفوّقاً وتجاوزاً لمعطيات عديدة وتكاد لا تقول شيئاً مفيداً لعموم الناس الذين يرون إنتصارات على الشاشات فقط، أما في حيثيات الوقائع فالأمور معكوسة.
علينا تعلّم كيف نستفيد من محطات التاريخ المتاحة أمامنا سواء كانت إيجابية أم سلبية. إنه الدرس الذي علينا تعلّمه لكي نتفادى أخطاءنا لاحقاً.