بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آذار 2023 12:02ص أزمة النقد

حجم الخط
الملفت في الأوساط الأدبية إن عملية النقد، تنحى في معظم الأحيان منحى فردياً، يساهم في ذلك العلاقات الشخصية التي تلعب دوراً مميزاً في عملية النقد سلباً أو إيجاباً.. والملفت أيضا ان عملية التقييم تخضع لمزاجية (المقيّم) ومآربه وغاياته الشخصية، مما يُبعدها عن أهدافها التي نتوسّمها في الناقد ونرجوها في النقد، ومن المتفق عليه إن الناقد الحرّ مثل الصائغ الحاذق أو الصيدلي الماهر، الخطأ عند الأول خسارة أما عند الثاني فقاتل، لذلك من الواجب ومن الضروري أن يضع الناقد الموضوعي نصب عينيه القيمة الأدبية لأي عمل إبداعي ومدى تعبيره عن الواقع الإنساني، ومن المعيب أن ترسل الأحكام جزافاً دون العودة الى الأسس العلمية في التقييم، فهذا ظلم ما بعده ظلم وانحدار ما بعده انحدار.. كأنه لم يكفنا الواقع الاجتماعي والاقتصادي المرّ والانهيارات التي نشهدها في عملتنا الوطنية وموجة الغلاء التي طالت كافة فئات المجتمع باستثناء الفاسدين واللصوص المعروفين.. وكأنه لم تكفنا أيضاً المهاترات والاتهامات المتبادلة بين المنظومة إياها!! حتى تتوجّه السهام الى أهل العقل والفكر والى المبدعين الذين أصبحوا (عملة صعبة) بعد الهجرة الواسعة التي نشهدها ونتألم، لأن الوطن هو الخاسر الأكبر.. وهنا نسرع الى القول، ان من حق كل إنسان أن ينتقد ولكن وفق الأسس العلمية.. ومن المتفق عليه إن من يعمل قد ينجح وقد يفشل وهذه سنّة الحياة، ولكن أن ننتظره عند أول هنّة لنكيل الاتهامات التي تصل الى مستوى التجريح.. هذا بالطبع مكروه ومرفوض، لأن أسلوب النيل والاقتصاص بغير وجه حق لا جدوى منه، ان الحق والحقيقة لا تتجزأ لأنها مثل الشمس وإن الفكر والإبداع في هذا الوطن سيظلان النبراس، وإن قوى الظلام والتخلّف والجهل لن تنجح في قهر العقول النيّرة.. وأخيراً نطلب من نقّادنا الأعزاء، أن لا يتحولوا الى ميليشيات!!
وصدق من قال: «ويلٌ لأمة تلهو بعظمائها كما يلهو الأطفال بلعبهم».