بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 أيلول 2018 12:22ص «أطوار العمران»: أول معرض عالمي للفن المعاصر في طرابلس

هل حان الوقت لاستكمال بناء «معرض رشيد كرامي الدولي»..

من معرض رشيد كرامي الدولي من معرض رشيد كرامي الدولي
حجم الخط
شهدت مدينة طرابلس إفتتاح أول معرض عالمي للفن المعاصر تحت عنوان: «أطوار العمران» تستضيفه مرجعيتان تمثلان أصالة التاريخ أو «قلعة طرابلس» التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى والتي تعاقب عليها الصليبيون والمماليك، والمعلم الحضاري: معرض رشيد كرامي الدولي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى الستينات حيث صممه المهندس العالمي: «أوسكار نيماير» أيام حكم الرئيس فؤاد شهاب الذي عرف بعهد التصميم والنظرة البعيدة إلى الغد الأفضل للبنان.
المعرض الذي إفتتح عند الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم السبت في 22 أيلول/سبتمبر الجاري نظمته: منصة (Studiocur/Art) و(بيروت متحف الفن) تحت رعاية وزارة الثقافة ومكتب منظمة اليونيسكو في بيروت، وتم تأمين نقل إعلاميين وناشطين في حقل الثقافة والتراث إلى المدينة لتغطية فعاليات هذا الحدث الذي توج بإعلان «معرض رشيد كرامي الدولي» من ضمن التراث الثقافي العالمي، وهو بالتالي تحت الرعاية والحماية الدولية، لكن لم يعرف ما إذا كان هذا الاحتضان يعني الإسهام في إعادة تأهيل هذا الصرح الرائع والفسيح والمصمم على أحدث الطرازات الحديثة، ليكون فاعلاً في مجالات الثقافة والفنون وكافة ملامح الحضارة.
الفكرة التي تمّ الاشتغال على تبيانها هي ما الذي تطوّر في مظهر وعمق هذين المعلمين التاريخي البعيد في القلعة، والقريب في المعرض من خلال 18 عملاً فنياً متنوعاً نفذها فنانون من لبنان والمكسيك بغية إظهار الفوارق التي حصلت على مر السنوات الخوالي.
العارضون في القلعة: هايك آيفازيان، بابلو دافيلا، ريان ثابت، وإيمانويل توفار.
وفي المعرض هناك ثمانية عارضين: إدغارغو آراغون، علي شري، جوزيه دافيلا، (المخرجان السينمائيان): جوانا حاجي توما، وخليل جريج، لميا جريج، فريتزيا إيريزا، جورج مانديز بلاك، داميان أورتيغا، مروان رشماوي، غبريال ريكو، ستيفاني سعادة، روي سماحة، جلال توفيق، وزاد ملتقى.
هذا الحراك الثقافي الحضاري التنموي هدفه واحد: التذكير بأهمية ما تمّ إنشاؤه في الستينات على يد «نيماير» ونسيانه على مدى باقي العهود، ليظل «معرض رشيد كرامي الدولي» معلماً حضارياً يُحاكي الهندسة الحديثة على أرفع مستوى وليظل بعد مرور حوالى 60 سنة على إنشائه صرحاً يُعتدّ به لما فيه من معالم الغد، خصوصاً البناء الدائري المرتفع عن الأرض والذي إعتمده كمنصة فضائية وهو ما أوحى للزوجين جوانا وخليل، فكرة نقل الصاروخ العابر الذي تمّ تصميمه في لبنان وتجريبه عندنا أيضاً وتحتضنه منذ الفيلم عنه للمخرجين جامعة هايكازيان - الصنائع، وهو يظهر للعابرين عند مدخله، نقله إلى داخل المعرض كنوع من التقدير لهذا الفكر الخلاق الذي برز مع عهد الرئيس شاب في جميع المجالات (النادي اللبناني للصواريخ).
الواضح من السياق كلّه أن المعرض الذي لم يكتمل بناؤه بفعل الحرب على لبنان عام 75 فتوقف عمل استمر 11 عاماً على مساحة أرض تبلغ مليون متر مربع، صممت الخرائط له ليكون مدينة ثقافية بكل ما للكلمة من معنى، ومنذ العام 75 ترك هذا المعلم الرائع لقدره فهو يبدو جسداً من دون روح رغم أن كل ما يبدو داخله يدل على عظمة الهندسة وروعة ما تمّ تجهيزه من أجله للسنوات المقبلة، فبقي للأسف مشروعاً خاماً لم يبلغ منتهاه رغم كل ما هو متاح له من متمولين وأصحاب خبرات، ولكنه بقي على حاله، كما دخلت عليه الحرب.
لكن غلاة الغيارى على قيمة هذا المكان نظموا تظاهرة بعنوان: «معرض أوسكار نيماير في طرابلس: إرث حديث في خطر «يستقبلها متحف سرسق في بيروت في 27 أيلول/سبتمبر الجاري، وخلاله يُحاضر المهندسان العريقان: فارس الدحداح، وبرنار خوري.
شهر كامل من العروض والمحاضرات واللقاءات والشروحات والآمال تنطلق من طرابلس، وتحط في بيروت، مع نكهة مكسيكية عالمية خلفها شخصية وجنسية المهندس الذي صمم المعرض العالمي في طرابلس، ولم يكتمل بناؤه بعد مرور 54 عاماً على مباشرة المشروع... فمن يُبادر؟!.