بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2019 12:03ص أعمال الفنان Sachio Yamashita الرؤية الفنية الواعية

حجم الخط
يشحذ الفنان الياباني_الاميركي (Sachio Yamashita) «ساشيو ياماشيتا» الوانه التي تنبض بالحياة بعمق الرؤية الفنية الواعية لتفاصيل بصرية تزود النفس ببهجة تتسرب ذهنيا عبر التأملات التي تفرضها رسوماته على المتلقي . اذ تتجلى رشاقة المعنى في لوحاته كافة التجريدية منها والاخرى وفق الأسلوب الذي يرتقي بملكة الخيال نحو الطبيعة غالبا أو التوحد مع كل شىء راسخ في نفسه من تعرجات او تجريد مشحون بايحاءات متنافرة واخرى متناغمة. مما يسمح للحواس التلاحم معها لادراك ماهية اسرار لوحة بسيطة بقياسات كبيرة تصل الى حد جدارية احيانا او العكس، فالمفردات البصرية في لوحاته هي الإنشاء او البناء او التعبير النفسي لموسيقى تشكيلية عميقة النشأة تنبع من اللاوعي عبر الأصوات الداخلية لتدرجات الألوان دون التأنق بالتفاصيل، بل! بل يترك لريشته الأنسياب دون أن يثقل البصر بتعقيدات او حشو لفراغات، وبوتيرة النغمات اللونية المنسابة مع اختيارات الضوء والأجزاء الداكنة والفاتحة محاولا طمس المعاني احيانا بتجريد ذي طبقات مختلفة من السماكة او الشفافية، لتجنب الاقتضاب بالرسم او الاسفاف ملتزما بالسهل الممتنع،  وان ضمن البساطة  الميالة الى الطبيعة المتعرية من وصف جامد. لهذا نجد في لوحات ياماشيتا جمالية تحيط كل مشهد يقدمه متناولا فيه الجزء  ومن ثم الكل، ليبقى سر الاكتشاف في لوحاته هو لغز المتلقي. 
يحتل التشكيل اللوني القسم الأكبر من لوحاته تاركا الانفلات للخطوط دون قيود يمارسها عليها باستثناء ما تراقصت معه ريشته، كأنه يرسم بنشوة نفسية تطغى على الصيغة التشكيلية التي يؤلفها، ويتركها في عمق الألوان،  كانعكاسات الوان قوس قزح من خلال الالوان المشرقة الازرق او الاحمر، وبتوزيع هو بصمة ريشة مهووسة بالموسيقى البصرية ونوتاتها المتوسطة دون صخب حسي تمارسه على الفنان والمتلقي واللوحة، بل! باريحية شعبية  تعلو وتيرتها مع الفواتح، ومن ثم تسيطر على الغوامق بتراكيب تفاجىء العين من حيث الرؤيا الجمالية التي تنسكب تلقائيا في اللوحة. 
يتوخى باماشيتا التعقيد متجها نحو جزالة التجريد المشحون بالمحاكاة وفق المقومات الاساسية للفن التشكيلي المعتمد على الأصول الانعكاسية للالوان في اسلوب  تنشط فيه الموسيقى البصرية الصامتة المؤدية الى خلق الفرح او البهجة والابتعاد عن المعالم الفنية التي تفرضها اللوحة التشكيلية المتينة في البناء او التأليف . اذ يترك للاوعي ترجمة حواسه او اللحظة التي يهتدي اليها اللون متناغما مع الضوء وبقية اركان اللوحة، كأنه هو الوسيلة فقط لانتاج اللوحة ومن خلال لامبالاة حسية. اذ يبدو سياق اللوحة حراً غير متكلف باتجاهات الرسم او الخط وفي الوقت نفسه ترتفع قيمة معايير اللوحة تبعا لما خفي منها وما ظهر، بتصنيف ضوئي ذي متغيرات ديناميكية تعم التكثيف والاختزال معا. وبسلاسة تجريدية بين الايقاعات المختلفة في الالوان الحارة والباردة، بتمرس متقن في احاطة قواعد اللوحة التجريدية بالاسس التي تمدها بجمالية ينجذب اليها البصر  بطلاقة وعفوية تنسرح معها الحواس دون تعثر بصري يوحي بانقطاع وعودة. اي ترك اللوحة لايام من ثم العودة اليها لينصهر كليا بالمعنى مع المتلقي في وحدة فنية من شأنها ترك النفس في نشوة بصرية لا مساءلة فيها. بمعنى انسياب الحواس مع الالوان وتدرجاتها دون فصلها عن بعضها وفق السياق التجريدي المتكامل في اداء تشكيلي يمثل الانصهار مع شحنة وجدانية لم تغادرها العقلانية، وان ضمن لوحة تشكيلية هي لغة ترنم تمجيد الحياة بصريا.   
الفنان الياباني-الاميركي  (Sachio Yamashita) «ساشيو ياماشيتا» من مجموعة متحف فرحات. 



dohamol@hotmail.com