بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2019 12:01ص حديث الباطن

حجم الخط
كانت صورتها غامضة، تشبه في تفاصيلها استدارة وجه على سطح مياه بحيرة تترجرج.
وكان ثمة ضباب كثيف يغلف المشهد.. حتى ليبدو كرؤية طفل من خلال دمعه.
لم يكن الوقت نهاراً... ولا دجى، لم يكن وقتاً، كان يشبه صورة مبهمة لامرأة تماثل الغيب في رماديته وانطماس معالمه فقط الصوت وحده..
صوت نابش، مخرز يثقب طبقات من الذكرى تكللت في جهة منها بألوان مختلفة... وتفحمت في أخرى..
كيف يُمكن لامرأة ان تكون صوتاً فقط.. مجرّد صوت؟!.
سحبتني الذاكرة إلى دفء اثري، حيث الزهري هو الملك.
وجوه... وجوه... في غموضها المندثر تؤلف سيمفونية حاضر يحاول الحضور بشراسة مقاتل وحيد في صقع قصي... سلاحه الريح، ودروعه المدى... في غلو الابتعاد عن الواقع واقع جديد، في الهوة بينهما حقول أصوات... وبراكين امتص الزمن سعير حممها..
في روايتي «الناب» احبت سالي أحدهم لأنه يعوي في وجه القمر كذئب معافى.
وفي روايتي «عروس الخضر» عشقت جانين من لا يُرى الا بعينهيها.
فكيف يكون الحب؟. وكيف يكون العشق؟!
صديقي اخناه هوى امرأة متوارية في ادغال علب الصفيح والضجيج والقيظ.
والآخر الذي قضى اشلاء تدعي انه عشقها إلى درجة تقبيل قدميها، فيحول العشق الاقدام إلى ما يشبه حرب التحرير وينابيع الدم في حقول النجيع وعبير اللهب المختلط مع خيوط الفجر الأولى كيف يُشترى الضنك؟.
وكيف تهفو الروح إلى مستقر لها في متعة اشواك النفس؟
أم ان مجرّد الرغبات في احتدامها هي رحم الأطياف؟..
اكداس أسئلة تتوالى في المساحة بين الازل والابد والأجوبة صدى تلو صدى.
هي حكاية الإنسان في احتباس المشاعر ومراجلها
هي قصة التوق إلى الاسمى والولوج إلى النسغ
هي رواية السباحة في يم الباطن وحقول مرجانه
هي مسرحية الامتلاك في عوالم الحصص.
دلع الصبايا اريجها... وزنود الفتية مظهرها.
لكن... من يستطيع كسر القشرة؟... والنفاذ؟..
إلى حيث الأرواح في سكرتها وعبق التناجي.
إسفاف هائل القسوة في كل ما يجري.