بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تموز 2020 12:00ص «شهرياد» في عامها السابع

حجم الخط
في ذلك اليوم من السنة كان طائر الإبداع يحلّق فوق المدينة باحثاً منقّباً مستكشفاً علّه يحظى بأيكٍ يحطُّ في أحضانه لينشر ريشه في فضاء المدينة باعثاً لروح خمدت بفعل هواء غث اجتاحها حاملاً الهباء والخواء والكلام في الخواء.

في غارٍ قصيّ منها كان ثمة شاعر حالم اسمه نعيم تلحوق يبني من أحلامه رواسي شاهقة عن ثقافة مثلى وعمل نهضوي ناصع يكون اسّاً لمستقبل بهي يبدّل مجتمعه من حال إلى حال..

كان يحدث نفسه.. وبعض من يصغي..

ولبعض الكلام عبيره..

اشتمّه الطائر فراح يحلّق عند باب الغار.. ودخل..

كان ذلك منذ سنوات سبع..

وكانت «شهرياد»..

سبع سمان اعتلى منبرها الإبداع على تنوّعه..

ترافقت الكلمة مع الوتر والريشة..

وكان ثمة كوكبة تآخت، آمنت وجهدت وبذلت..

عمَّ الصدى البلد واخترق الحدود إلى ما بعد..

إلى أمكنة قصيّة على الشاطئ الآخر.. وما وراء اليّمْ..

وراح الحلم يتجسّد..

«شهرياد» ليست جهداً تغييراً.. بل هو نهضوي يرتقي ملبّياً آذان حاجة ثقافية ملحّة تحول دون العدم، تقف سداً في وجه جائحة الجهل والتشرذم.

صُنعت بجهد صائغ.. ونمت كسنبلة حباتها تبدل الجرداء حقولاً يانعة.

في عامها السابع أرى (سابعات) كثيرات في كل منها خزائن (ترايق) لسموم نخرت وتكلّست تحت جنح ظلام دامس..

لكنه، آتٍ.. الضوء الحتمي بعد مخاض العتمة..

أجل.. «شهرياد» هي الترياق.