بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الثاني 2022 12:00ص عازف الكمان

حجم الخط
هل يتجلّى عازف الكمان مخلصا الى حد أن يعانق كمانه في حنان وكأنه يأبى أن يفارقه؟

هكذا، تعرب الآلة الجامدة عن أحاسيس قلبه وخلجات صدره وخفايا ضميره. تحاكي بأوتارها تغريد البلابل وصداح العنادل وخرير الجداول وهينمة النسيم وحفيف الغصون وعصف الرياح... بذلك تتناغم النفس البشرية والطبيعة في سيمفونية متعددة الحركات والأبعاد.

ثمّة عطاء ندعوه إحسانا، وهو من صنيع الإنسان. الإحسان والإنسان لفظتان متوازنتان متشابهتان، نكاد نحسبهما من أصل واحد، لولا ان الأولى، تمتاز بحاء الرحمة، على نون الأنانية في الثانية. ليتهما تتماهيان على وجه يرضي الله والبشرية جمعاء.

الإحسان جسر عبور بين قلب الخالق وقلب المخلوق. وكيف يموت المحسنون، وفي أسمائهم أريج الخلود؟

الإبداع يستطيع، لغناه وعطائه، أن يخطّ لمجتمعنا نهجا يمهّد فعلا لثورة جيل هدفه التحرّرالحاسم من جمود السلفية والاتباع، والعودة الى أصالة الذات الإنسانية وينبوعها الخلّاق. وهذا عطاء يتقدّم على كل إحسان مادي آنيّ. فمن له في هذه الأزمنة من القحط الفكري بالدرجة الأولى؟

د. جهاد نعمان

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه (بوسطن)