بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تموز 2021 12:00ص غسان شبارو لـ «اللواء»: «في بلد كلبنان لا بد من استخدام لغة الرموز لتخطّي حواجز الطائفية

والتركيز على ما يجري في صورة الوطن الكبرى»

الروائي غسان شبارو الروائي غسان شبارو
حجم الخط
أطلق الروائي «غسان شبارو» العنان لمخيّلته الروائية في «مسيرة التغيير» وهي روايته الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» والتي وضعتنا أمام رؤية التحولات الاجتماعية، وعلاقتها بالأدب الروائي المستقبلي والخيال، متخذاً من الواقع الأسس التي تعيدنا الى ساحات الثورات من مختلف المناطق اللبنانية التي انطلقت في مسيرة تكاتفت معها الآمال، وانبعثت الطموحات من سرد ملتزم بالقضايا الوطنية المتمسّك بها شبارو. رغم أنه جذبنا نحو المستقبل المحاكي لحاضر غطّته المآسي والخسارات الاقتصادية والسياسية، وحتى الاجتماعية المغلّفة بالمخاوف التي يحملها جيل الشباب الذي يحاكي من خلاله المخاوف المستقبلية لنستكشف التقلّبات الزمنية والتدهور في المسيرة الحياتية التي يحياها حمزة وجوليا بأمل كبير في محاسبة الخونة واستكمال مسيرة التغيير التي تتخذ من مشروع الدولة المدنية منطلقا لها، مؤكدا على قوة الشباب في مسيرة الكرامة. ومع الروائي «غسان شبارو» أجرينا هذا الحوار.

{ بين 2019 و2050 هناك رؤية لغسان شبارو تبدو متشائمة حيناً ومتفائلة حيناً آخر... هل ترى تحوّلات لبنان نحو التغيير بطيئة، وسلحفاتية بالأحرى؟

- سبق وأصدرت في العام 2009 رواية «2022»، وطُبع عنوانها بلون زهري تفاؤلاً بأن السنين القادمة ستحمل معها تغييرات بيئية هامة. لكن، وبعد اثنا عشر سنة وبدل أن تنطلق مسيرة الوعي البيئي (كما كنت أحلم)، ويبدأ تنفيذ مندرجاتها لما فيه مصلحة المواطن والوطن، شهدنا تراجعاً تمثّل في ارتفاع نسب تلوث الهواء ومياه الشفة والأنهار والآبار والبحر، بسبب ارتفاع حجم النفايات وتراكمها وطمرها وحرقها مما يرفع من معدلات الإصابات السرطانية وأمراض القلب، إضافة إلى ارتفاع كميات تلويث الهواء من المولدات الكهربائية في الأحياء بسبب فشل كهرباء لبنان بتزويد المواطنين بالكهرباء ولو 4/24 ساعة. أما من ناحية التغيير في ممارسات السياسيين والطبقة الحاكمة، فلا زالت العقلية الطائفية توجهها لتطبّق أسلحة التمييز بين المواطنين، وتخصيص مناطق محددة بخدماتها، وإحباط أي محاولات للتغيير. وللأسف لا توجد أي بوادر لحصول أي تغيير مستقبلي، مما يدفعني إلى الاعتقاد (وأرجو أن أكون على خطأ) بأن الأوضاع ستستمر على حالها حتى العام 2050.

{ تقول في روايتك «مسيرة التغيير» أن الدولة المدنية هي الحل... هل تعتقد أن العلم يخلّصنا من التقسيم الطائفي حقاً؟

- إن الدولة المدنية التي أتمنى أن يتحوّل إليها لبنان، لا تمسُّ الأديان وعقائدها، ولكنها ستجهد لمعاملة جميع المواطنين بالتساوي دون تمييز بينهم بسبب انتماءاتهم الدينية، ليتحوّل السياسيون والوزراء والنواب إلى الخدمة العامة المحضة، دون وجل من غضب أبناء دينهم، على أن يكون هناك مجلس تأديبي يشرف على هذه الممارسات، لتقويم أي خلل أو اعوجاج فيها، علماً أن الدولة المدنية لا تعني الدولة العلمانية.

{ جوليا وحمزة عقدة لبنانية في المقام الأول... ما دور الرمز في روايتك؟

- كالتأكيد أن الحب (على سبيل المثال) أقوى من التعصب الطائفي، وأن الحب أقوى من الاختلاف الطبقي، رغم أن هذا الحب لم يصمد في رواية «مسيرة التغيير» أمام التسيُّب الأمني... فانهار.

{ «مسيرة التغيير» أراها من الروايات التنبؤية... ألا تخشى إلا يكون العام 2050 كما تخيّلته الرواية؟

- كعادته يكون اللبناني من الأوائل الذين يتبنّون التطورات التكنولوجية والإبداعات العصرية، ولا شك أنه سيكون في طليعة مستخدميها في العام 2050. ولكن، وللأسف سيبقى متخلفاً في نضوجه الوطني بسبب أنانيته، حيث شعار معظم أبناءه هو «من بعد حماري ما ينبت حشيش».