بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تموز 2022 12:00ص غسان كنفاني 50 عاماً على الاستشهاد

حجم الخط
صباح السبت 8 تموز 1972 استشهد غسان كنفاني ومعه ابنة شقيقته لميس بعد انفجار عبوة ناسفة زرعها الموساد الإسرائيلي في سيارته.
انفجار أنهى حياته جسدياً، ولكن السؤال هو: هل استطاع الموساد قتل غسان؟..
المؤكد انه لم ينجح في ذلك لأنه موجود ويتحرك على مدار الساعة في شرايين فلسطين، شيبها وشبانها.
أغبياء هؤلاء القتلة يظنون ان القضاء على الجسد يقضي على الروح المتّقدة.. فغسان الآن يتنقّل مرفرفاً ما بين عكا ويافا وصفد وحتی صحراء النقب ومفاعلها.
من هذا الحضور الطاغي نكتشف معنى الخلود من خلال الالتزام بالقضايا المحقة.
عرفته متحركاً لتنفيذ نذره رغم أنفاس تضيق وقدرة مختلفة على الفعالية رغم نهك الجسد..
مات كما كان يتمنى.. قرع جدران الخزان..
في روايته (رجال في الشمس) يصرخ:
- (لماذا لم تقرعوا الخزان؟) وأنتم داخله تتحولون الى شواء حتى الموت عند مراكز حدود عربية.
قرع الخزان..
لم يكن استشهاده يومذاك مجرد قرع، بل كان جزءاً من بشارة بأن هناك تحوّلاً من الموت الى الحياة..
ومن الجماد الی الحركة..
غسان صنع باستشهاده مفترقاً أساسياً في تاريخ القضية المركزية، لن أتكلم عن نتاجه لأنني موشوم به كما يقول البعض وهو وشم في حال صحته أُحبّه واعتزّ به.
غسان كان منذوراً لفلسطين وقد وَفَى نذره.
هكذا تبدو الأمور قد استقامت..
في كتابة سابقة عنه قلت له اننا لا نزال نتناول الشاي الأخضر الذي تحبه وما زلنا نتجادل ونزعج الآخرين..
أيها الراحل الباقي.. هل رحلت حقاً؟..
إذا ما سر هذا الوجود الصارخ الدائم؟!