بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الثاني 2023 12:00ص قتل الأطفال الفلسطينيين والعرب إنصافاً للتوراة والتلمود

حجم الخط
يؤمن المنطق السياسي السليم والنظرة السياسية الثاقبة المدعّمين بأحداثٍ عسكرية وسياسية مضت وبقيت بصماتها واضحة للعيان حتى يومنا هذا، بأن وطناً اغتصبت ترابه الآلة المدمرة لأخطر كيان استيطاني توسّعي دموي على وجه المستديرة في العام 1948، وفق قاعدة احتلال أرض الغير واستبدال سكانها بسكان غرباء، واستبدال ثقافتها وتاريخها بثقافة الصهاينة وتاريخهم المؤمن أشدّ الإيمان بعقيدة الإختيار الإلهي والتفوق العرقي والثقافي والمعنى الإسرائيلي لأميركا والدور الخلاص للعالم وقدرة التوسع اللانهائي وحق التضحية بالآخر، بأنه ليس غريباً على قياداته المتعاقبة حتى الآن أن تصدر الأوامر بقتل الأطفال الخُدج وحديثي الولادة والرّضّع والصبية والفتيات والمراهقين والنساء والشيوخ الفلسطينيين، خصوصاً أن قتل الأطفال غير اليهود في الحروب هي وصية من وصايا التوراة والتلمود. فإسرائيل تأمل أن تنتهي كل حرب إبادة جماعية تكون هدنها هشّة بعدّاد مرتفع للشهداء الفلسطينيين لأن العامل الديمغرافي تعوّل على نجاحه إسرائيل دوماً، ولأنّ تل أبيب من جهة أخرى تدرك أنها مصابة بعجز إلحاق الهزائم بفصائل المقاومتين الفلسطينية واللبنانية على مرّ عقودٍ من الزمن وهو عجز دائم . لقد بلغ سيل الهمجية الصهيونية الزبد لناحية قتل الأطفال الفلسطينيين. ففي العام 1970 قاموا بقتل أطفال في مدرسة بحر البقر المصرية ثم عادوا بعد ثلاثين عاماً وقتلوا الطفل محمد الدرة وهو يحتمي في حضن أبيه، ثمّ قتل الرضيعة إيمان حجو صاحبة الأشهر الثلاثة، وقتل أطفال لبنان أيضاً متسلّحين بذلك بآيةٍ توراتية تقول (وتحطم أطفالهم أمام عيونهم). إنها ثقافة القتل والإبادة الصهيونية المولودة من رحم التوراة ومن ينسى أو يستطيع أن يتناسى وحشيتهم التي نطقت يوماً قائلةً العرب حشرات ضارة يتوجب التخلص منها. إن ثقافة القتل والإستيطان والاستعمار مرجحة أن تطول لسنوات جمّة، لأنّ النظرية الصهيونية تجزم بوضوح بأن أبنائها هم شعب الله المختار، ويكملون قائلين ولنا الحرية في أن نفعل ما نريد ونقتل من نشاء، من هنا أتت مقولة أرييل شارون، لا يحق لأحد في العالم أن يحاسب إسرائيل. أما الأطفال غير اليهود فيدعو التوراة إلى قتلهم بأعصاب باردة مجبولة بالروح العدوانية. فقد جاء في سفر العدد (9: 10-31) حرفياً (وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم وأخذوا كل الغنيمة، وكل النهب من الناس والبهائم وذلك تم بعد أن قتلوا كل الرجال والملوك). أما قتل الأطفال فقد جاء ذكره في التوراة إذ جاء في سفر إشعيا (18-12:13) : (واجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز والإنسان أعز من ذهب أوفير، كذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود ويكونون كظبي طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطّم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم) وفي السفر التوراتي عينه 21: (14-23) يأتي ذكر الأطفال (هيّئوا لبنيه قتلاً بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملؤوا وأوجه العالم مدناً فأقوم عليه يقول رب الجنود وأقطع من بابل إسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب، واجعلها ميراثاً للقنفذ)، أما في سفر العدد (31:17) فهناك أمر صريح بقتل الأطفال (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها) وفي سفر صموئيل الأول (12 : 15-4) يظهر الأمر بشكل أكثر وحشية ودموية (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عندهم بل أقتل رجلاً وامرأة وطفلاً رضيعاً وغنماً وجملاً وحماراً)!! وهنا يظهر عامل جنون العظمة اليهودي في التلمود إذ نقرأ: (التلمود وجد قبل الخليقة ولولاه لزال الكون، ومن يخالف حرفاً منه يمت) !! وفي نفس الموضوع يقول التلمود (إن اليهود أحب إلى الله من الملائكة فالذي يصفع اليهودي يصفع العناية الإلهية)!! يرى اليهود أن غيرهم من الشعوب قد خلقوا لخدمتهم (خلق الله الناس باستثناء اليهودي من نطفة حصان، وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم. إن اليهود يشكّلون جزءاً من العزة الإلهية لذلك تكون الدنيا بما فيها ملكاً لهم ولهم عليها حق التسلّط). لقد اعترف المؤرّخ اليهودي برنار لازار في كتابه (اللاسامية) بأن عادة ذبح الأطفال مردّها إلى استخدام دم الأطفال من السحرة اليهود في الماضي. إن ما يجري في غزة اليوم من قتلٍ وإبادة للأطفال الفلسطينيين بالأسلحة المحرّمة دولياً يبرّر ما قالته غولدامائير منذ 52 عاماً (لا أستطيع النوم كلما سمعت بميلاد طفل عربي)!! أليست معاني هذه الجملة العنصرية المجرمة آيةً من آيات التوراة؟! لقد برّأت المحكمة العسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية لقوات الإحتلال الإسرائيلي في 15 تشرين الثاني 2005 الضابط المتّهم بقتل الطفلة الفلسطينية إيمان الهمص وأسقطت عنه تهماً بالقتل والإستخدام غير المشروع للسلاح وتعطيل العدالة بعد أن طلب من جنوده تغيير إفاداتهم المقدمة للتحقيق العسكري. وكان الأمر الواقع المخزي يقول لكل يهودي، أقتل ما شئت من أطفال مقاومين وهناك من يبرّأك. لقد زرع الغرب الإستعماري هذا الكيان في فلسطين ليكون غاصباً بقوة النار والحديد الأمر الذي يخوله حماية المصالح النفطية لأمه الحنون أميركا في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ولفلسطين بالتحديد موقع جيوسياسي هام في هذا المجال، لذا لا يوجد أمر اسمه حل الدولتين في القاموس الصهيوني. وأذكر بما قالته غولدامائير في حديث لمجلة تايم عام 1973، السيادة العربية في القدس غير ممكنة، لن تُقسَّم هذه المدينة وإذا خسرنا ولو جزءاً منها سوف يكون ذلك بواسطة حرب تُشنّ علينا. أما إسحق رأبين فقد سبق أن قال في خطاب أمام الكنيست عام 1995، أكرر هنالك قدس واحدة، وهي كانت ملكنا وستكون ملكنا وستظلّ كذلك إلى الأبد.