بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2019 12:01ص منحوتة «معاً نبني» لـ عبد الناصر ياسين

المنحوتة المنحوتة
حجم الخط
استخدم الفنان «عبد الناصر ياسين» تصميما مفعما بالحيوية وفق تقنية بسيطة هي أجزاء لأنماط هندسية مركّبة تركيبا معماريا تتطلّب عدّة قطع توحي بالمشاركة الجماعية، لقدرتها على إستيعاب الكثير من القطع الصلبة لمادة اختارها، لتتواءم مع رؤيته الهندسية أولا، ومن ثم بمعالجات ظاهرية لأشكال مكوّنة من مقاييس محدّدة، ومركّبة بإحكام، لتمثّل الصعود والبناء، والصبر والتعدّد القادر على التأليف والتآلف، وبثبات يؤكد من خلاله «عبد الناصر ياسين» على الاستمرارية الحياتية حسيّا وعلى الاستمرارية البصرية لمكوّنات هندسية قادرة على إنشاء المجسّم دون أن يعتمد على نظام أحادي، بل اعتمد على الأداء الجماعي المرن الذي يؤكد من خلاله على التماسك والانصهار الثقافي أو المجتمعي من خلال منحوتة تركيبية تنتظم، وتتوزع أجزاءها تبعا للفكرة القائمة على المستطيل والدائرة، وبأحجام ومقاسات ذات خصائص استغلّها ياسين، لتكوين النحت الظاهري، وبكفاءة قادرة على الارتفاع والازدياد الى ما لا نهاية، ليشير الى التماسك الاجتماعي في طرابلس وقوتها في الثورة الحالية، ضمن الرؤية الثقافية المتمسّك بها فنيا، ليكون المجسّم النحتي هو رسالة بصرية تتوحّد معها التكتلات أو بالأحرى القطع النحتية المركبة، بتوزيع منتظم يؤدّيه مع استدارات ليّنة رغم قساوة المادة. فهل «معا نبني» تشير الى الكل من خلال الجزء وأهميته في البناء؟ أم انه يرمز الى أهمية كل فرد في المجتمع لبناء الحياة بجمالية تتعلق بالانصهار والتفاعل الثقافي والحياتي معا؟

تصميم يعتمد حسيّا على الضعف والقوة من خلال التركيب ورمزياته المستبطنة فعليا في الازداوجية والوسط، وعلى المفهوم التراكمي من خلال عدد الأجزاء التي تتألف منها المنحوتة أو المجسّم القادر على التوسّع ما بين مستطيلات ومربعات متوارية، ودائرة في الوسط حيث تجتمع المعاني النحتية وفق نظرة هندسية معمارية تستند على الطول والعرض لكل جزء، وهو قريب من شكل قلعة تتسلّح بالأسلوب التأسيس لما يسمّى البناء والاتحاد والقوة الجماعية، وما الى ذلك من مصطلحات توحي لها كناتج جمالي نحتي قائم على التنوّع والاعداد والتطوّر، لإضفاء المعنى الحقيقي للتآخي بين المذاهب والطوائف في طرابلس بشكل خاص، وفي لبنان والعالم بشكل عام، وان ضمن ارتفاعات معيّنة اختارها لكل جزء من منحوتته، إلا انه يمكن لها أن تكون البناء الثقافي والجمالي لرمزيات ووضعها في هذه المنحوتة أو المجسّم الهندسي.

قطع حجرية بأشكال مختلفة مكدّسة هندسيا ببساطة وسلاسة معمارية، وفتحات متعددة المقاييس للإشارة إلى الفراغات وأهميتها المعقّدة، لانها تركّز على الأشكال الفنية نفسها المتكررة، والتي تشهد على المحاكاة والتناغم معتمداً على أحد المفاهيم الهندسية المعمارية، للتعبير عن الإنماء والوجود والتكاثر والبقاء، عبر التجريدي الهندسي من حيث تفكيك المعنى وجمعه ضمن فلسفيات جمالية قائمة على الشكل المعارض في الالتواءات أو نصف الاستدارة، وكأنها الدرج المفتوح للصعود نحو القمة من خلال اللاشكل الحسّي. فهل أسلوبية التصميم تمّت من خلال تطوير النظرة الفنية القائمة على فكرة «معا نبني»؟ أم ان ياسين قدّم تمثيلاته الهندسية الموحية الى التكتل الكلي المجتمعي في سبيل النهوض والتقدّم والازدهار من خلال هذه المنحوتة؟

«معاً نبني» تمّ وضعها في ساحة من ساحات طرابلس بمشاركة مدير الرابطة الثقافية الأستاذ رامز فري ومحترف عمران ياسين ومع الفنان خالد الحجة وحشد من المهتمين.


dohamol@hotmail.com