بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيار 2022 12:00ص هباء

حجم الخط
.. والرجل يمشي وئيداً، وحيداً في طريق بدايتها ضباب نهايتها فاه فاغر..
أعزل.. أعزل.. حتى من الأظافر والأسنان..
أكلت أسنانه أظافره.. امتصّت أظافره أسنانه..
هكذا يبدو كشبح رمادي ولو في الوقت الهجين من اختلاط عتمة وضياء.. وصوت خفيّ ينخر فوديه كمخرز أسطوري..
يهمس بلغة ليست بلغة.. مزيج من ندب وحداء..
يسمع بحّة الهواء، والسماء على سخرية.. والمطر دمع..
يضيق صدره، يحاول شرحه بيديه فيكتشف الشلل.
ومن غابر.. تأتيه أطياف ملونة، غلالات تلوح كمناديل وداع، كأشرعة مراكب راحلة تجهد نحو القصّي.
وعند القمم الزرقاء حيث للريح عويل يرتسم وجه رضيع باكٍ ويد دافئة تمسح جبينه..
أين هي وسط كل هذا الصقيع؟...
مريع تكلّس الافتقاد..
مريع زمهرير الروح..
سرمدي هو الفراغ حين يلفظه رحم الهباء..
والرجل يمشي وئيداً، وحيداً، يبحث عن تؤامه الذي لم يولد بعد لكنه يبحث..
في عالمه التقديري كل الأشكال تُسطّح..
ويرسم الليل على جبينه ثمّة علامة لا يراها إلا هو وأصحاب الوحدة والأبصار الشاخصة إلى النقاط البعيدة.
هذا هو.. عصيّ على الفهم والانكشاف، تحت دروعه الصلدة جداول من دمع الأيائل وندى أصباح مجهولة.
قالت له: هل تأتي؟..
ورأى في اليد الممدودة رماد السنين المتكوّم بحزن المغادر..
وأشتمّ رائحة حريق..
اكتشف انه منه..
كان الرجل يحترق..
لكنه يمشي وئيداً.. وحيداً..
... ويبحث.